ارتفعت أسعار الذهب في مصر بشكل متسارع وغير مسبوق على مدار الأيام الأخيرة، لتصل إلى أعلى مستوى لها في التاريخ.
“وخرج سوق الذهب عن السيطرة في التسعير” حسب حديث هاني ميلاد رئيس شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية، والذي أكد أنّ عدداً كبيراً من التجار قرروا التوقف عن نشر أسعار الذهب بعد الزيادات الكبيرة والمتسارعة.
ووصل سعر عيار الذهب 21 إلى 1830 جنيهاً للجرام الواحد، بينما عيار الذهب 24 تخطى الـ 2000 جنيه، حيث وصل إلى 2091 جنيهاً للجرام، خلال الساعات الأخيرة.
البداية منذ يناير الماضي
وتقول الدكتورة سمر الباجوري أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة إن سوق الذهب يشهد حالة من عدم الاستقرار ما بين الارتفاع والهبوط دون توقف منذ يناير الماضي، حيث وصلت نسبة الارتفاع حتى هذه اللحظة أكثر من 21 بالمئة، في ظل إقبال كبير من المستهلكين والشركات والمؤسسات المالية الكبرى لشرائه.
وتابعت “الباجوري” في حديثها مع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” أنّ: “محاولات الشراء الكثيفة من قبل الجمهور تأتي لخوفهم من الاضطرابات الاقتصادية والسياسية والأمنية في العالم، حيث أنه خلال فترة انتشار فيروس كورنا فاز حائزو المعدن الأصفر بشكل كبير، بعدما شهدت أسواق المال والاقتصادات العالمية حالات اضطراب مستمرة”.
“مُلاك الذهب هذا العام حققوا أرباحاً كبيرة قياساً على باقي الوسائل الاستثمارية، وبعد الارتفاعات الكبيرة للذهب عام 2020، فإنه يعتبر الأكثر قبولاً لدى الأفراد الآن” حسب قولها.
وحدّدت أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة عدد من الفوائد الخاصة باستثمار المال في الذهب، وهي:
• يحافظ على الأموال من عوامل التضخم وارتفاع أسعار السلع الأخرى، مثل النفط، والدولار، وغيرها.
• الاستثمار في الذهب يعتبر الأكثر استقراراً، فحتى إذا حدث هبوط في فترات من العام في سعره سيواصل الزيادة على المدى البعيد.
• الذهب هو الملاذ الآمن لأصحاب رؤوس الأموال والأغنياء للحفاظ على ثرواتهم وقيمة أموالهم، وحمايتها من عوامل التضخم.
• لضمان نجاح الادخار في الذهب يجب شراءه والاحتفاظ به لمدة سنتين أو ثلاثة على أقل تقدير لنجاح الادخار.
• الأفضل هو ادخار السبائك والجنيهات الذهب، ويمكن الاعتماد على طريقة المضاربة ولكن بجزء من المال المخصص للاستثمار.
• لابد لكل مواطن يريد الاستثمار في الذهب أن يدرك جيداً أن سعر بيع الذهب يختلف عن سعر الشراء، والسبب هو تكاليف المصنعية، حسب حديث الباجوري.
اضطرابات السوق
في الوقت نفسه يرى الدكتور وائل قابيل المتخصص في أسواق الذهب أنّ السوق يشهد حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار نتيجة عدم ثبات السعر ورفض بعض التجار البيع أو الشراء لحين استقرار الأسعار.
وتابع “قابيل” في حديثه مع “سكاي نيوز عربية” أنّ: “في الوقت الذي انخفض فيه سعر الذهب عالمياً بقيمة 30 دولاراً، حيث سجلت الأونصة 1769 دولاراً، لا يزال يرتفع في مصر بشكل غير مبرر”.
وأكد المتخصص في أسواق الذهب: “الذهب مرتبط تسعيره بالبورصة العالمية، إضافة إلى سعر الدولار بالسوق المحلي، فالبورصة المصرية مستقرة ولا يوجد بها أي ارتفاعات أو تغيرات كبيرة، في الوقت الذي نجد عدم استقرار لسعر الدولار في السوق المصري، وهو الأمر الذي أدى إلى تلك الارتفاعات غير المسبوقة على الذهب”.
ونوّه: “السوق المحلية تواجه بعض الضغوطات وعوامل أخرى وأهمها هو الطلب المتزايد بطريقة غير طبيعية لم نعهدها من قبل، كما أنّ الضغط على الذهب لعدم وجود استيراد جعل المخزون في مصر ينخفض أو يكون عليه طلب متزايد، وبالتالي يؤدي ذلك لارتفاع الأسعار، وهذا يؤثر على التاجر مثلما يؤثر على المستهلك”.