تراجع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عن قرار سابق بعدم الذهاب إلى قمة المناخ COP27 في مصر.
وقال مكتب سوناك إنه كان مشغولا جدا في التحضير للميزانية، التي ستقدم في 17 نوفمبر/تشرين الثاني، لدرجة تمنعه من حضور المؤتمر الذي يبدأ الأحد.
لكن قراره ذلك بعدم الحضور قوبل بالانتقاد على نطاق واسع من قبل دعاة حماية البيئة، وأحزاب المعارضة، ومستشار المناخ ألوك شارما.
وكتب سوناك على تويتر يقول إنه “لن يكون هناك ازدهار طويل الأمد بدون اتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ”، أو أمن للطاقة دون الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة.
وأضاف: “هذا هو السبب وراء قراري أني سأحضر قمة المناخ الأسبوع المقبل: لمتابعة إرث غلاسكو لبناء مستقبل آمن ودائم”.
وقال رئيس الوزراء السابق، بوريس جونسون، الثلاثاء إنه سيحضر القمة التي ستعقد في منتجع شرم الشيخ.وكانت بريطانيا قد استضافت العام الماضي النسخة الأخيرة لمؤتمر المناخ الذي عقد في غلاسكو.ورحبت النائبة كارولين لوكاس، ممثلة حزب الخضر، بما وصفته بـ”تراجع كبير” بعد “خطوة خاطئة محرجة على المسرح العالمي”.وأضافت: “فليكن هذا درسا له – إذ إن قيادة المناخ مهمة”.
وكان زعيم حزب العمال، سير كير ستارمر، اتهم رئيس الوزراء بالعمل “باسم الإدارة السياسية” وليس المصلحة الوطنية.
وكتب على تويتر يقول: “الرضوخ للنقد ليس قيادة. القيادة الحقيقية هي أن تشغل مقعدك على الطاولة، من أجل الوظائف في بريطانيا، ومن أجل طاقة نظيفة، ومن أجل بيئتنا”.
وقالت المتحدثة باسم حزب الديمقراطيين الأحرار عن التغير المناخي، ويرا هوبهاوس: “هذه الكارثة برمتها أظهرت أن البيئة ببساطة لا تحظى بالأولوية بالنسبة إلى ريشي سوناك. إنه يذهب فقط بعد أن أحرجه حضور بوريس جونسون”.
وغرد شارما، الذي كان قد صرح بأنه يشعر “بخيبة أمل” لأن سوناك لن يحضر، يقول إنه “سعيد” بحضور رئيس الوزراء الآن.
ومن المقرر أن يحضر العديد من قادة العالم، بمن فيهم الرئيس الأمريكي، جو بايدن، والفرنسي، إيمانويل ماكرون، هذا المؤتمر.
وكان من المقرر أن تحضر رئيسة الوزراء السابقة، ليز تراس، كما ستحضر أيضا الوزيرة الأولى الاسكتلندي نيكولا سترجين.
تحليل – جاستن رولات، محرر شؤون المناخ
لنكن واضحين، لأنه من غير المرجح أن يغير حضور ريشي سوناك مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في مصر من نتائجه بشكل كبير.
المفاوضات الفعلية يجريها جيش من الدبلوماسيين وموظفي الخدمة المدنية، الذين يسافرون بالفعل إلى المنتجع المصري حيث ستجرى المحادثات.
لكن الإشارة إلى أن رئيس وزراء بريطانيا يعترف بأهمية المؤتمر – وإن كان متأخرا – فهذا سيكون موضع ترحيب.
وقال لي الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتريش، عندما تحدثنا الأسبوع الماضي، إن للقادة دور مهم يؤدونه.
ويقول إنهم يساعدون في “تحفيز” المحادثات، ودفع الزخم من أجل التوصل إلى مزيد من الاتفاقات الطموحة.
ولدى سوناك أيضا دور احتفالي بارز. فقد استضافت بريطانيا آخر قمة مناخية للأمم المتحدة في غلاسكو. وسيسلم المسؤولية عن العملية رسميا إلى الحكومة المصرية.
ولن يحضر الملك تشارلز – الذي طالما دافع عن القضايا البيئية – على الرغم من حديثه في قمة غلاسكو.
وقال داونينغ ستريت إن حكومة ليز تراس اتفقت مع قصر باكنغهام على أن هذه ليست “المناسبة الملائمة” لحضور الملك – ولم تتغير هذه النصيحة.وصممت القمم المناخية السنوية لمساعدة الحكومات على الاتفاق على تدابير للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
ويُعقد مؤتمر هذا العام في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر/تشرين الثاني، وينتهي اليوم التالي الذي من المقرر أن يحدد فيه وزير المالية، جيريمي هانت، الضرائب الحكومية وخطط الإنفاق.وقال المتحدث الرسمي باسم سوناك الثلاثاء، إن “تقدما كبيرا” أحرز في بيان ميزانية الخريف.