العالمرياضة و صحة

دراسة تكشف مفارقة غريبة عن “الرياضات الروحية”.. لا تهذب النفس وتجعل ممارسيها أكثر أنانية واستعلاء

 

وجدت دراسة نُشِرَت في دورية European Journal of Social Psychology، أعدها علماء وباحثون في علم النفس الاجتماعي، أنّ الأشخاص الذين يمارسون “الرياضيات الروحية” ويشاركون في التأمل وغيره من أنواع التدريبات المُصمَّمة لجعل الإنسان على اتصال بالكون، وأقل انتقاداً للآخرين، سجلوا درجة عالية جداً من “الاستعلاء الروحاني”.

وفق تقرير لصحيفة The Times البريطانية، الثلاثاء 29 ديسمبر 2020، فإن المرشدين الروحانيين يقولون منذ قرون إنَّ طريق التنوير يشتمل على الارتقاء بالذات، غير أن  الباحثين رصدوا الآن مشكلة، وهي أنَّ الممارسات الروحانية التي من المفترض أن تُقوِّض غرور الإنسان تزيد منه. 

إذ إن هذه الأنشطة التي من المفترض أنها تساعد الناس على مقاومة النرجسية وجدت أنها تميل في المقابل لتعزيز شعورهم بأهميتهم.

ممارسات التأمل

العكس هو الذي حصل

تقول روز فونك، أستاذة علم النفس الاجتماعي في جامعة رادبود في هولندا: “نحن نعلم أنَّ معظم الناس لديهم حاجة داخلية راسخة بعمق ليكونوا أفضل وأكثر قبولاً بين الناس وأعلى خلقاً وكفاءة أو أكثر تميزاً من الآخرين”.

كما أضافت روز: “يهدف التدريب الروحي إلى إرشاد الناس نحو التنوير الروحاني، وتجاوز رغبات الأنا، ومن ثم يجب أن يصبحوا حكماء يمتنعون عن الانتقاد”.

لكن الدراسات الاستقصائية التي أُجرِيَت على نحو 3700 متطوع تشير إلى أنَّ العكس هو الصحيح.

فقد تبين أنَّ أولئك الذين شاركوا في أنشطة التأمل التي كان الهدف منها “تقليل الارتباط بالذات الشخصية واحتياجات الأنا مثل نيل استحسان المجتمع وتحقيق النجاح” حصلوا على درجات أعلى في الاستبيانات المُصمَّمة لقياس مدى الاستعلاء الروحاني من أولئك الذين لم يتلقوا مثل هذا التدريبات.

وعلَّقت البروفيسورة روز: “النتيجة التي حدثت هي عكس التنوير تماماً”.

كما أضافت أنَّ معلمين روحانيين كتبوا عن معضلة النرجسية الروحية، لكن لم تُجرَ دراسات تجريبية بشأنها من قبل.

تفاصيل الدراسة

تضمنت الاستبيانات سؤال الأشخاص عمّا إذا كانوا يتفقون مع عبارات مثل “بسبب تعليمي وخبرتي فأنا ملتزم وأرى الأشياء التي يتجاهلها الآخرون”، و”سيكون العالم مكاناً أفضل إذا كان لدى الآخرين أيضاً الأفكار التي لدي الآن” .

كان الأشخاص الذين اعتقدوا أنهم قد تعلموا كيفية رؤية الهالات واسترجاع الحيوات السابقة أكثر تعجرفاً روحياً من غيرهم، بمعدل نحو 67% أعلى من الأشخاص الذين لم يتلقوا أي تدريب روحاني، وسجل أولئك الذين خضعوا لجلسات الوعي الذهني درجة استعلاء أعلى بنسبة 50%.

إذ أُجرِيَت الدراسة لاختبار ما إذا كانت مُثُل معلم التأمل البوذي التبتي المسمى تشوغيام ترانغبا تُتَّبَع بالتزام أم لا، وقد عَلَم تشوغيام أنَّ أعلى أشكال التنوير تشمل حالة لا تعد فيها الذات موجودة.

قوة الأنا

وبدأت البروفيسورة روز تتساءل عمّا إذا كان هذا النوع من التفكير قد يأتي بنتائج عكسية، عندما كانت طالبة جامعية حين أمضى صديقها أسبوعاً في معسكر تدريب روحي أقيم لطلاب علم النفس الإكلينيكي. 

وأوضحت أنه “عاد بنظرة مستنيرة تفوقية في عينيه، لقد كان على اتصال مع ما يهم حقاً- أشياء لم يستطع شرحها لي باهتماماتي الدنيوية التافهة وتفكيري العلمي التحليلي”.

وأضافت: “لاحقاً، لاحظت سلوكاً مشابهاً بين المعارف الذين ثقفوا أنفسهم في الهالات أو الشاكرات (مراكز الطاقة في جسم الإنسان) أو الغوص في الحيوات السابقة. فقد تبين دائماً أنهم يتمتعون بقدرات نفسية ملحوظة، ما يسمح لهم برؤية أشياء ومعانٍ أعلى لا نعرفها نحن العاديين”.

وتعتقد البروفيسورة روز أنَّ الأشخاص الذين يتحركون بنية حسنة تختطفهم رغبات راسخة بداخلهم. وقالت: “لقد تبين أنَّ الأنا قوة شديدة للغاية داخل الناس، لذا بمجرد أن تكون في طريقك إلى المزيد من التنوير يقف غرورك مراقباً لما يحدث. إنه الجزء بداخلك الذي يقول: “مرحباً، أنا أبلي بلاءً حسناً، في الحقيقة أنا على الأرجح أفضل أداءً من الآخرين”.

رغم منافعها الجسدية!

فرياضة اليوغا على سبيل المثال قد تتمتّع بنفس فاعلية الأدوية المُستخدمة لخفض ضغط الدم، هذه النتيجة توصلت لها دراسة علمية جديدة تبحث عن علاج للمرض المزمن.

بحسب ما نقلته صحيفة Telegraph البريطانية، 29 أغسطس/آب 2018، توصّلت الدراسة إلى أن المتطوّعين الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم شهدوا تحسُّناً بعد ممارسة اليوغا 15 دقيقة فقط يومياً.

وذكرت الصحيفة البريطانية أن نحو 12 مليون شخص بالغ في بريطانيا يتناولون عقاقير لمعالجة ارتفاع ضغط الدم، الذي يُعدُّ أحد أكبر العوامل المتسببة في أمراض القلب والسكتة الدماغية.

وشارك في الدراسة الجديدة 60 متطوّعاً ممن يعانون ارتفاع ضغط الدم.

وتبيّن أن ممارسة تمارين اليوغا 5 مرّات أسبوعياً تتسبب في خفض معدّلات ضغط الدم المرتفعة بنسبة 10% تقريباً.

وقول الباحثين إن هذا هو مستوى الانخفاض نفسه الذي يشهده المرضى عند تناول الأقراص الدوائية المُدرّة للبول، والتي عادةً ما يتناولها مرضى ضغط الدم المرتفع.

ويقول آشوك باندي، البالغ من العمر 16 عاماً، والذي أعدّ الدراسة كمشروعٍ بحثي مدرسيٍّ، إنه طُلِبَ من المُشارِكِين القيام بوضعيات اليوغا الملائمة للمبتدئين، والاسترخاء، وتمديد الجسم، والتنفّس العميق.

وبعد 3 أشهر، انخفضت مُعدلات ضغط الدم لدى مجموعة اليوغا بنحو 9.7%.

How useful was this post?

Click on a star to rate it!

Average rating 0 / 5. Vote count: 0

No votes so far! Be the first to rate this post.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى