العالمسياسة

بايدين للأمريكيين العرب: 6 عناوين رئيسية

نشر المرشح الرئاسي عن الحزب الديمقراطي جو بايدن منصة شاملة ترسم معالم خططه للجالية العربية الأمريكية، يؤكد من خلالها على الالتزام بالحقوق المدنية والرخاء محليا وكذلك بسياسة خارجية أكثر توازنا في الشرق الأوسط.

وتتعهد الخطة، التي نشرت الأحد واستعرضها تقرير لصحيفة “ميدل إيست آي“، بالتراجع عن الكثير من السياسات القومية التي تبناها ترامب ضد المهاجرين وفي نفس الوقت التعامل مع هموم قديمة تشغل الجالية منذ زمن طويل يعود إلى ما قبل عهد الرئيس الحالي.

وتقول المنصة: “لقد تم استخدام التعصب ضد العرب في السعي لإقصاء وإسكات وتهميش جالية بأسرها، ويعتقد بايدن بوجوب رفض ذلك كلما طفا على السطح، بما في ذلك حينما يصدر عن مسؤولين منتخبين أو عن أشخاص يسعون لاحتلال مناصب حكومية”.

وتشتمل المنصة، التي تحمل عنوان “جو بايدن والجالية العربية الأمريكية: خطة من أجل الشراكة”، على مواقف إجرائية حاسمة، بما في ذلك الالتزام بشطب برنامج الحكومة الإشكالي حول منع التطرف، والالتزام بتعزيز القوانين الخاصة بجريمة الكراهية.

وأشاد نشطاء الجالية العربية الأمريكية بالخطة، التي قالوا إنها قد تشكل قاعدة للمبادئ التي تحكم استمرار التواصل مع الحملة وربما أيضا مع إدارة بايدن.

وتقول مايا بيري، المدير التنفيذي للمعهد العربي الأمريكي: “وضع الوثيقة بأسرها ضمن سياق فهم الإقصاء والتشويه التاريخي الذي واجهه الأمريكيون العرب – ورفض ذلك بشكل كامل، كان مهما للغاية. فأنت لا يمكنك الدفاع عن الحقوق المدنية والحريات المدنية للأمريكيين العرب دون أن تستوعب ذلك التاريخ. وهذه الوثيقة تبدأ من تلك النقطة”.

وفي وقت مبكر من هذا العام، كانت حملة بايدن قد أطلقت خطة مشابهة خاصة بالجاليات المسلمة. رحب عابد أيوب، المدير القانوني للجنة الأمريكية العربية ضد التمييز بإطلاق منصة منفصلة خاصة بالأمريكيين العرب، ووصف المنصة بأنها “رائعة على عدة مستويات”.

وفي ما يلي العناوين الستة الأبرز، التي سلط تقرير الصحيفة البريطانية الضوء عليها، ضمن قراءة موسعة لخطة بايدن.

Official portrait of Vice President Joe Biden 

إنهاء برنامج “مكافحة الإرهاب”

تعهدت حملة بايدن بإنهاء البرنامج الفيدرالي الذي يهدف إلى منع “التطرف” داخل الجاليات العربية والمسلمة، والتي يقول المدافعون عن الحقوق المدنية إنها تمثل برنامجا سريا للتجسس يتم تنفيذه تحت ذريعة التعاون.

يقول البيان المنشور في المنصة: “سوف ينهي بايدن برنامج إدارة ترامب لمنع العنف والإرهاب، وقبل أن يطور برنامجا بديلا سوف تجري مراجعة شاملة للبرامج السابقة وسوف يتشاور بشكل منتظم مع زعماء الجاليات التي كانت تستهدف تاريخيا، بما في ذلك الأمريكيون العرب، لضمان حماية الحقوق المدنية”.

يذكر أن برنامج ترامب لمنع العنف والإرهاب هو نسخة مجددة من المبادرة التي كانت قائمة في فترة حكم باراك أوباما باسم “مواجهة التطرف العنيف”، والتي قوبلت كذلك بالرفض من قبل كثير من المدافعين عن حقوق العرب والمسلمين في أمريكا.

يبدو أن خطة الحملة تقصد إعفاء إدارة أوباما – والتي كان بايدن فيها نائبا للرئيس – من المسؤولية عن برنامج “مواجهة التطرف العنيف” من خلال عرضها كبرنامج لدونالد ترامب. بالإضافة إلى ذلك، تثير الدعوة إلى خطة بديلة أسئلة بشأن تعهد المرشح بأنه سيتعامل مع الجاليات العربية من خارج عدسة “العلاقات التي تخضع للرقابة والرصد”.

يقول عابد أيوب: “ليس وضعا مثاليا، ولكننا نرحب بوجود فرصة لاستئناف الحوار والنقاش من موقع جديد”.

كما تتطرق المنصة إلى تظلمات قديمة متجددة لدى الجالية بشأن قائمة “المنع من الطيران” وقائمة مراقبة الإرهاب، والتي يقول النقاد إنها تستهدف الأفراد العرب والمسلمين أكثر من غيرهم دون أن تتيح لهم إجراء قانونيا يتمكنون من خلاله من الطعن في قرار وضع أسمائهم على القائمة.

يقول البيان: “سوف يصدر بايدن تعليماته إلى وزارة أمن الوطن بإجراء مراجعة للإجراءات المتبعة في قائمة المراقبة وقائمة منع الطيران لضمان ألا تكون لها آثار ضارة على الأفراد أو المجموعات بسبب الانتماء القومي أو العرقي أو الديني أو الإثني، ولتحسين إجراءات شطب الأسماء، عندما يكون ذلك مبررا، من تلك القوائم”.

التأكيد على حرية التعبير في ما يتعلق بحملة المقاطعة بي دي أس

تتبنى عشرات الولايات الأمريكية قوانين تقيد حق الأمريكيين في مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي. ولطالما انتقد نشطاء حرية التعبير هذه الإجراءات ورأوا فيها تهديداً لحقوق حرية التعبير التي ضمنها التعديل الأول في الدستور الأمريكي.

بينما أعادت حملة بايدن التأكيد على معارضتها لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (بي دي أس)، إلا أنها أكدت أنها ستحترم حق الناس في حرية التعبير. يبدو البيان مناقضا تماما لقوانين منع المقاطعة، وهي القوانين التي اجتمع على تصدر التأييد لها في الماضي ديمقراطيون وجمهوريون.

 

كما أشارت الخطة إلى معارضة نائب الرئيس السابق للحظر الذي فرضته إسرائيل في العام الماضي على عضوي الكونغرس إلهان عمر ورشيدة طليب بسبب دعمهما لحركة المقاطعة بي دي أس.

وفي ذلك قال البيان: “سوف يحمي جو بايدن الحق الدستوري لمواطنينا في حرية التعبير. كما أنه لا يؤيد الجهود التي تبذلها أي منظومة ديمقراطية لتجريم حرية التعبير، وهذا ما دفعه إلى انتقاد قرار إسرائيل حظر الدخول إليها على المشرعين لأنهم يرون مقاطعة إسرائيل”. 

وكان بايدن قد عبر عن مواقف مشابهة أثناء الحملة، إلا أن المنصة تصرح بشكل واضح أنه فيما لو فاز في تشرين الثاني/ نوفمبر فإن إدارته لن تؤيد مشاريع القوانين التي تهدف إلى لجم المطالبين بالمقاطعة.

وجاء إطلاق المنصة بعد وقت قصير من تنديد الحملة بالناشطة الأمريكية الفلسطينية ليندا صرصور بسبب تأييدها لحركة المقاطعة بي دي أس.

وكان كبار المساعدين في الحملة قد أسروا بالاعتذار لنشطاء الجالية عن الهجوم الذي تعرضت له صرصور، مع بقاء الحملة على موقفها العلني الذي يرفض آراء المنظمين الأمريكيين الفلسطينيين.

وفي تصريحه لموقع ميدل إيست آي، قال عابد أيوب: “لدينا كجالية من النضج ما يكفي لأن نشيد عندما نستطيع ونحتج عندما نستطيع. أظن أن بإمكاننا الإقرار بأن السعي للتواصل معنا من خلال المنصة أمر إيجابي، وفي نفس الوقت نحافظ على موقفنا ونقول: يا جماعة، عليكم أن تحسنوا من برنامجكم للسياسة الخارجية، وعليكم أن تحسنوا طريقة تعاملكم مع الأوضاع المشابهة لما حدث مع ليندا”.

يذكر أن المحاكم الفيدرالية حكمت بعدم دستورية القوانين المناهضة لحركة المقاطعة بي دي أس في ولايات كانساس وأريزونا وتكساس.

وتقول مايا بيري في تصريح لموقع ميدل إيست آي: “حماية حقنا في التعبير كما هو منصوص عليه في التعديل الأول لا يأتي من حملة بايدن وإنما يأتي من الدستور. ولكن من المهم جدا أن تعي الحملة ذلك الأمر”.

التعهد بضمان المساواة بين الإسرائيليين والفلسطينيين

منذ أن كان عضوا في مجلس الشيوخ في مطلع سبعينيات القرن الماضي، لم يزل بايدن واحدا من أشد السياسيين مناصرة للاحتلال الإسرائيلي.

وواجهت حملته دعوات متزايدة من مجموعات تقدمية تطالبه بأن يكون أكثر توازنا في موقفه من الصراع، وهي رؤية يتفق معها عدد كبير من منتسبي قاعدة الحزب الديمقراطي الآخذة في الاتساع.

وحتى الآن، ما زال بايدن يرفض أن تكون المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل مشروطة، وعمل مندوبوه على ضمان ألا ترد كلمة “الاحتلال” في منصة الحزب.

تعيد الخطة العربية للمرشح الديمقراطي التأكيد على التزام المنصة بحل الدولتين ومعارضة الضم وتوسيع المستوطنات، ولكنها تذهب إلى أبعد من ذلك في التأكيد على حقوق الإنسان للفلسطينيين.

تنص الخطة على ما يلي: “يعتقد جو بايدن بجدارة وقيمة كل فلسطيني وكل إسرائيلي. وسوف يعمل على ضمان أن يتمتع الفلسطينيون والإسرائيليون بنفس القدر من الحرية والأمن والرخاء والديمقراطية”.

 

تقول مايا بيري إن المنصة العربية تعكس النقلة التي حصلت داخل الحزب بشأن قضايا السياسة الخارجية.

وتضيف في تصريحها لموقع ميدل إيست آي: “هذه ليست لعبة عدمية. بإمكانك أن تتمسك بآرائك تجاه إسرائيل، وفي نفس الوقت تفهم أن عليك أن تؤكد على حقوق الإنسان للفلسطينيين. أظن أن الجزء الخاص بفلسطين يعكس القناعة التي وصل إليها الناخبون الديمقراطيون”.

دعم حقوق الإنسان في الشرق الأوسط

ما لبثت الإدارات الأمريكية المتعاقبة عبر العقود الماضية تبرم التحالفات مع الملوك السلطويين والدكتاتوريين العسكريين في الشرق الأوسط دون اكتراث بأوضاع حقوق الإنسان في المنطقة.

ولكن مع احتضان ترامب للمستبدين الوقحين في مختلف أرجاء المنطقة وإخفاقه في أن يندد بوضوح بجريمة اغتيال جمال خاشقجي، توجه الديمقراطيون نحو وضع قضية حقوق الإنسان في المركز من كلامهم حول السياسة الخارجية.

يتعهد بايدن في الخطة العربية بالدفاع عن حقوق الإنسان وغير ذلك من القيم الديمقراطية.

ينص البيان الوارد في المنصة على ما يلي: “سوف يعطي بايدن الأولوية للجهود التي تبذل من أجل حل الصراعات عبر التفاوض واستخدام كل ما هو متاح لدينا من أدوات دبلوماسية ومساعدات خارجية لحماية وتعزيز حقوق الإنسان والتنمية والقيام بكل فاعلية بمواجهة العنف والتمييز”.

وتخص الحملة بالذكر المملكة العربية السعودية بسبب انتهاكاتها، وتتعهد بأن تنهي الولايات المتحدة دعمها للحرب التي تشنها الرياض في اليمن، والتي بدأت في عهد أوباما.

يقول البيان: “علاقات إدارة بايدن مع دول الشرق الأوسط التي يحكمها زعماء سلطويون سوف تأخذ بالاعتبار حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية”.

ويضيف البيان: “إنه لمما يقوض مكانتنا المعنوية حول العالم، ويهدد حياة المعارضين، أن يبرر الرئيس ترامب الانتهاكات السعودية، ويسمسر للزعماء السلطويين، أو يصف الرئيس المصري بعبارة / إنه دكتاتوري المفضل /”.

كما تتعهد المنصة بدعم الجيش والمجتمع المدني في لبنان لمساعدة الناس “بينما يتطورون ويبنون مستقبلا اقتصاديا وسياسيا لبلادهم خال من الفساد ولا يقصي أحدا من أهل البلاد المعنيين”.

وفي ما يتعلق بسوريا، تتعهد الحملة بأن تستخدم واشنطن نفوذها “للمساعدة في تشكيل التسوية السياسية لمنح المزيد من السوريين صوتا”. 

دعم قوانين تضع حدا لوضع ملفات عن الأفراد وتضمن تحقيق العدالة بشأن جرائم الكراهية

تلتزم الخطة بإجازة مادتين تشريعيتين طالما طالب بهما النشطاء العرب: قانون خالد جبارة وهيذر هاير لمنع الكراهية وقانون إنهاء وضع ملفات للأشخاص على أساس عرقي أو ديني.

سوف يعمل قانون جبارة – هاير على تحسين جمع المعلومات حول جرائم الكراهية، ويوفر التمويل اللازم لإنشاء خطوط ساخنة ضد جرائم الكراهية على مستوى الولاية، ورفع مستوى الوعي حول جرائم الكراهية وتوفير الموارد للضحايا.

اكتسب القانون اسمه من ضحايا جريمة الكراهية خالد جبارة وهيذر هاير. وكان جبارة، الأمريكي من أصول لبنانية، قد قتل بإطلاق الرصاص عليه في تولسا، أوكلاهوما، في عام 2016.

أما هاير فقتلت في هجوم صدم بالسيارة استهدف المعارضين للنازيين الجدد في مسيرة لهم في تشارلوتسفيل، فيرجينيا، بعد عامين بالضبط من قتل جبارة.

أما قانون إنهاء وضع الملفات عن الأفراد على أساس عرقي وديني فمن شأنه أن يضع حظرا فيدراليا على استخدام تلك الملفات الموضوعة على أساس عرقي وعلى التمييز من قبل أجهزة الأمن وإنفاذ العدالة.

 

وينص التشريع على ما يلي: “لا يسمح لأي عنصر في أجهزة الأمن أو لأي من هذه الأجهزة بممارسة وضع ملفات للأفراد على أساس عرقي”.

تلاحظ الخطة أن السيناتور كامالا هاريس، قرين بايدن في حملته، تشارك في تبني المسودتين.

كما تؤيد الخطة إدخال صنف “الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” في الإحصاء القادم، بما يضمن إحصاء الأمريكيين العرب بوصفهم مجموعة قائمة بذاتها. ومن المعروف أنه لأغراض جمع البيانات وصياغة التقارير، تصنف الحكومة الفيدرالية العرب حاليا ضمن عنصر “البيض”.

ولم تفلح المساعي لإدخال صنف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في إحصاء عام 2020 هذا العام، ووجهت اتهامات لترامب بأنه يسيس الإحصاء الوطني الذي يتم إجراؤه كل عشر سنين.

ولطالما أكد نشطاء الجالية العربية في أمريكا بأن السياسة الخارجية ليست الأولوية الانتخابية الوحيدة بالنسبة لهم.

وتتعامل خطة بايدن مع جملة من القضايا التي تمس جميع الناخبين في المنصة الأمريكية العربية، بما في ذلك الرعاية الصحية والهجرة والتعليم والشرطة وإصلاح منظومة العدل التي تتعامل مع القضايا الجنائية.

وخلال التصفيات الأولى، تبنى الناخبون والنشطاء العرب حملة السيناتور بيرني ساندرز، الذي دعم المبادرات التقدمية مثل الرعاية الطبية للجميع، والتعليم الجامعي المجاني وإلغاء ديون الطلاب.

لا تتبنى حملة بايدن هذه البرامج بشكل كامل. إلا أن الخطة الأمريكية العربية تعيد التأكيد على مواقف نائب الرئيس السابق والتي تدعو إلى توسيع دائرة من يستفيدون من الرعاية الصحية وجعل تكلفة التعليم في متناول الأقل حظا.

كما تتعهد بزيادة الموارد الفيدرالية لدعم مشاريع الأعمال الصغيرة – وهي قضية طالب بها النشطاء العرب.

ويقول أيوب إن الخطة مؤشر على أن الحملة تصغي لأصوات الجالية.

وأضاف في حديثه لموقع ميدل إيست آي: “أعلم أنهم عملوا مع عدد من الأمريكيين العرب على المنصة. وحقيقة أنهم أشركوا نشطاء عرب في صياغتها يعني أنهم يصغون إليهم، وهذا أمر يستوجب الإشادة والترحيب. عندما تنظر إلى المناخ وإلى ما يفعله الآخرون، تجد أن هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الشيء منذ زمن طويل”.

How useful was this post?

Click on a star to rate it!

Average rating 0 / 5. Vote count: 0

No votes so far! Be the first to rate this post.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى