أخبار الشرق الأوسطالعالمسياسة

رفض فلسطيني وإدانات واسعة لاتفاق التطبيع الإماراتي

توالت ردود فلسطينية وأحزاب عربية تستنكر وتندد باتفاق تطبيع العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والاحتلال الإسرائيلي، مساء الخميس.

 

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، عن تطبيع كامل العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة والاحتلال الإسرائيلي.

 

وعقب الإعلان الأمريكي، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاجتماع عاجل يبحث الاتفاق.

 

وقالت القيادة الفلسطينية في بيان اطلعت “عربي21” على نسخة منه، إن اتفاق الإمارات وإسرائيل، خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية.

وأعلنت القيادة الفلسطينية رفضها واستنكارها الشديدين للإعلان الثلاثي، الأمريكي والإسرائيلي والإماراتي، المفاجئ، حول تطبيع كامل للعلاقات بين الاحتلال والإمارات، مقابل إدعاء تعليق مؤقت لمخطط ضم الإراضي الفلسطينية وبسط السيادة الإسرائيلية عليها.

 

وأوضحت أن دولة الاحتلال تصر على تكريس احتلال وضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية وبالذات مدينة القدس وانتهاك حرمة المقدسات الدينية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك.

 

وفي سياق متصل، هاتف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لمناقشة التطورات المتعلقة باتفاق الإمارات مع الاحتلال.

 

وبحسب بيان صادر عن مكتب هنية، وصل “عربي21” نسخة منه، فإن المسؤولين أكدا بشكل واضح رفض هذا الاتفاق المعلن، معتبرين أنه اتفاق غير ملزم للشعب الفلسطيني، ولن يتم احترامه، وشددا على أن كل مكونات شعبنا تقف صفا واحدا في رفض التطبيع أو الاعتراف بالاحتلال على حساب حقوق شعبنا.

كما أكدا خلال الاتصال أنه غير مسموح لأي كان، أن يجعل من فلسطين وقدسها وأقصاها وشهدائها وعذابات أبنائها جسرا للتطبيع مع العدو.

واتفقا على استمرار التواصل الدائم، وتعزيز التنسيق المشترك داخل الساحة الوطنية الفلسطينية لمواجهة تطورات هذا الموقف.

 

من جانبها، أعلنت الفصائل الفلسطينية رفضها لاتفاق التطبيع بين الإمارات العربية المتحدة والاحتلال الإسرائيلي.

 

وقال القيادي بحركة “حماس” سامي أبو زهري إن الاتفاق يشكل طعنة للقضية الفلسطينية ولكل الاتفاقيات العربية، مؤكدا أنه “يوفر الضوء الأخضر للاحتلال الإسرائيلي للاستمرار في انتهاكه للحقوق الفلسطينية وتصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية”.

 

وأكد أبو زهري في تصريح مقتضب لـ”عربي21″ أن مبدأ الاتفاق هو “خطير جدا”، وتبريره تحت أي غطاء “لا يمكن قبوله”.

وفي سياق متصل، قال الناطق باسم الحركة حازم قاسم لـ”عربي21″ إننا “نرفض وندين الاتفاق بين الإمارات والاحتلال”، مضيفا أن “اتفاق التطبيع المعلن عنه لا يخدم القضية الفلسطينية”.

 

من جانبه، وصف القيادي بحركة الجهاد الإسرائيلي دواود شهاب، التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي بأنه “استسلام وخنوع”، مشددا على أنه “لن يغير من حقائق الصراع شيئا، بل سيجعل الاحتلال أكثر إرهابا”.

 

وأعرب شهاب في حديثه لـ”عربي21″ عن شجبه بشدة الاتفاق بين الامارات وإسرائيل، معتبرا أنه يشرعن الاحتلال، وينقذ حكومته من مأزقها وأزماتها، ويمثل هذا الاتفاق خروج عن الإجماع القومي وثوابت الأمة.

 

وعلقت حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، على الاتفاق بين الإمارات والاحتلال قائلة: “إسرائيل تلقت جائزة من الإمارات عبر تطبيع العلاقات معها من خلال مفاوضات سرية”.

 

وقالت عشراوي في تغريدة على حسابها بـ”تويتر”: “الإمارات خرجت علانية بشأن تعاملاتها السرية/ التطبيع مع إسرائيل. من فضلكم لا تقدموا لنا معروفا. نحن لسنا ورقة تين لأحد!”.

 

 

 

 

 

 

وأعادت عشراوي نشر تغريدة ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد التي أعلن فيها التوصل لاتفاق مع الاحتلال الإسرائيلي، وخاطبت ابن زايد قائلة: “قد لا تعاني أبدا من تعرض بلدك للسرقة، قد لا تشعر أبدا بألم العيش في الأسر تحت الاحتلال، قد لا تشهد أبدا هدم منزلك أو قتل أحبائك. قد لا يتم بيعك أبدا من قبل “أصدقائك”.

 

 

 

 

 

 

 

بدوره، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول: “هذا الاتفاق هو تتويج لمسلسل من العلاقات الصهيونية العربية شهدتها السنوات الأخيرة، وانخراط في مخطط تصفية القضية الفلسطينية”.

 

وأضاف الغول لـ”عربي21″: “الاتفاق محاولة لجعل الكيان الصهيوني رسمي وطبيعي في المنطقة، سيكون له دور المركز إلى جانب الإدارة الأمريكية في إخضاع شعوب المنطقة”.

 

وأدان القيادي بالجبهة الشعبية ما أسماه “السقوط والخيانة” من حكام الإمارات. ودعا شعب الإمارات والشعوب العربية إلى مواجهة هذه الخطوة وإسقاطها.

 

وقال إن محاولة الإمارات الإدعاء بدفاعها عما يسمى “حل الدولتين” وإيقاف مخطط الضم، ما هو إلا تغطية لهذا “السقوط والخيانة” من حكام الإمارات، وهي إدعاءات “لا تنطلي على أحد”.

 

من جهته، اعتبر النائب العربي عن القائمة المشتركة في الكنيست يوسف جبارين الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي “جزء من صفقة القرن الخطيرة، وينتهك حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، ويخدم أزمات نتنياهو وترامب”.

 

وأضاف جبارين في تغريدة على “تويتر” “يجب ألا نقع في الأوهام: نتنياهو وترامب لا يسيران من أجل السلام بل لإدامة الصراع والاحتلال والاستيطان ولمنع إقامة دولة فلسطينية داخل حدود 67. لن يكون هناك سلام في المنطقة دون إنهاء الاحتلال”.

 

 

 

إدانات للاتفاق

 

وتعليقا على الاتفاق “الإماراتي الإسرائيلي” أعلنت الحكومة اليمنية، أن موقفها سيظل ثابتا، ولن يتغير تجاه القضية الفلسطينية.

 

وقال وزير الخارجية اليمني عبد الله الحضرمي في تغريدة على تويتر “حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق غير قابلة للتصرف، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

وأضاف أن الشعب اليمني سيظل داعما للشعب الفلسطيني الشقيق ولحقه في أرضه ودولته.

 

 

 

 

 

من جانبه، كتب المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن عبر “تويتر” “التاريخ سيكتب بالتأكيد خسران أولئك الذين خانوا الشعب الفلسطيني وقضيته”.

 

 

 

 

 

وعلق حسين أمير عبداللهيان، المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية بالقول “إن نهج الإمارات في تطبيع العلاقات مع الکيان الإسرائيلي المزيف والمجرم لايخدم السلام و الأمن فقط، بل سیکون في خدمة استمرار الجرائم الصهيونية”.

 

وأضاف في تغريدة نشرها على “تويتر” “ليس هناك ما يبرر تصرف أبوظبي وهو الابتعاد الواضح عن طموحات فلسطين والقدس. ستقع الإمارات بهذا الخطأ الاستراتيجي في نيران الصهيونية”.

 

 

 

 

 

من جهته، أدان حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني ما وصفه باتفاق “السلام الإماراتي – الصهيوني” الذي أعلن اليوم في واشنطن،

وقال الحزب في بيان صحفي وصل لـ”عربي21″ هذا الاتفاق “شكل خيانة وتنكراً صادماً لتضحيات الشعب العربي الفلسطيني، وقدم أفضل هدية لكل من ترامب ونتنياهو الذين يمرون في أسوأ مراحل تجربتهم وحياتهم السياسية.

 

واعتبر البيان هذا المسار “تفريطا بحقوق الشعب العربي الفلسطيني”، وأنه “يستدعي استنهاض الحالة الشعبية العربية والعمل على وقف مسلسل التنازلات التطبيعي الرسمي العربي مع الكيان الصهيوني المجرم وشريكته الإدارة الأمريكية”.

 

وأكد على أن الذرائع الي قدمها النظام الإماراتي لتبرير توقيعه هذه الاتفاقية بالادعاء بأنها ساهمت بوقف عملية الضم، لا يمكن أن تنطلي على أحد”.

 

كما استنكر حزب جبهة العمل الإسلامي “ما أقدمت عليه دولة الإمارات العربية المتحدة من اتفاق مع الكيان الصهيوني، بما يشكل طعنة للقضية الفلسطينية ومقاومته للاحتلال وخيانة لمواقف الشعوب العربية الرافضة لكافة أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني والذي ترى فيه العدو الأول للأمة”.

 

وأكد الحزب “رفضه لكافة التبريرات التي أوردتها القيادة الإماراتية لإقدامها على هذه الخطوة المشؤومة ومنها ما يتعلق بتأجيل تطبيق خطة الضم، حيث أن صمود الموقف الفلسطيني والأردني رسمياً وشعبياً في رفض مخطط الضم هو ما أجبر الاحتلال على التراجع عن تطبيقها.

ويرى الحزب أن “ما أقدمت عليه دولة الإمارات يمثل يوماً أسوداً في تاريخ الشعوب العربية، ولا يعبر عن موقف الشعب الإماراتي الذي عرف عنه دعمه للقضية الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال.

 

وطالب الحزب دولة الإمارات بالتراجع عن هذه الخطوة، والتي تشكل مكافأة للاحتلال على جرائمه وطعنه في صدر نضالات الشعب الفلسطيني.

كذلك، استنكر مجلس النقابات المهنية في الأردن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، وأكد في بيان وصل “عربي21” نسخة عنه، على “موقفه الثابت الرافض والمقاوم لكل اتفاق أو معاهدة مع الكيان الصهيوني”.

 

ودعا المجلس الشعبين الأردني والفلسطيني و الشعوب العربية وكافة الاتحادات والنقابات المهنية في الوطن العربي إلى رفض واستنكار هذا الاتفاق، ورفض التطبيع مع هذا العدو الغادر بكافة صوره واشكاله. 

 

وأكد مجلس النقباء على مطالبه السابقة بإلغاء اتفاقية الغاز المسروق، وطرد السفير الصهيوني وسحب السفير الأردني من “تل أبيب”.

وطالب مجلس النقباء من دولة الامارات العربية “الرجوع عن هذا الاتفاق والعودة إلى نهج الامة العربية وشعوبها في محاربة الصهيونية وكيان الاحتلال، وعدم التطبيع معه لأن إرادة الشعوب هي المنتصرة دائما مهما طال أو قصر الزمن”.

 

بدوره قال الكاتب والإعلامي السعودي خالد الدخيل، إن الإمارات أرادت اعطاء ورقة انتخابية لترامب كما يبدو.

 

وأشار في تغريدة على “تويتر”: “نتنياهو جمد الضم ولم يوقفه، وقد فعل ذلك قبل الآن بضغوط أوروبية وأمريكية، ورفض عربي، وبالتالي حصل على تطبيع عربي جديد بدون مقابل”.

 

ولفت إلى أن “مكسب الامارات سيتضح بعد ٣ تشرين لاثاني/ نوفمبر، وكذلك مكسب ترامب”، مشيرا إلى أن الرابح حتى الآن هو نتنياهو.

 

 

 

 

 

وكان ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد أكد على أن “الإمارات وإسرائيل اتفقتا على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولا إلى علاقات ثنائية”، مشيرا إلى “الاتفاق أيضا على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، وذلك خلال اتصال هاتفي مع ترامب ونتنياهو”.

 

وبحسب “رويترز”، فقد جرى الاتفاق التاريخي لتطبيع العلاقات بمساعدة ترامب، ووافقت إسرائيل بمقتضاه على تعليق خطوة الضم في الضفة الغربية المحتلة، وفق مسؤولين بارزين في البيت الأبيض.

How useful was this post?

Click on a star to rate it!

Average rating 0 / 5. Vote count: 0

No votes so far! Be the first to rate this post.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى