قضت محكمة عسكرية مصرية، الأربعاء 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، بإعدام الضابط المصري السابق «هشام عشماوي»، إثر إدانته بهجوم مسلح استهدف حاجزاً أمنياً راح ضحيته 21 جندياً، غربي البلاد.
وقال المتحدث باسم الجيش، العقيد تامر الرفاعي، في بيان مقتضب: «قضت المحكمة العسكرية للجنايات اليوم في القضية الشهيرة إعلامياً بـ «الفرافرة»، بمعاقبة المتهم هشام علي عشماوي بالإعدام شنقاً»، من دون تفاصيل أكثر.
ولم يوضح المتحدث العسكري ما إذا كان الحكم نهائياً أم يمكن الطعن عليه، غير أنه بحسب ما أورده الإعلام المحلي من تغطيات سابقة، فقد سبق إدانة عشماوي غيابياً، وهو ما يستلزم وفق القانون إعادة محاكمته حال القبض عليه أو تسليم نفسه، وفي حالة الإدانة يعد الحكم أولياً، ويحق للمتهم الطعن أمام محكمة أعلى.
وبحسب إعلام محلي، أحالت النيابة، في سبتمبر/أيلول 2014، عدداً من المتهمين إلى المحكمة العسكرية بينهم عشماوي، إثر اتهامهم بقتل 21 جندياً، والهجوم على حاجز أمني في منطقة الفرافرة، على الحدود الغربية للبلاد، في يوليو/تموز 2014.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2017، قضت محكمة عسكرية مصرية بحكم أولي بإعدام 13 متهماً، بينهم عشماوي (غيابياً)، إثر إدانتهم بقتل جنود مصريين في هجوم الفرافرة، وفق المصدر ذاته.
وفي مايو/أيار 2019، أعلنت القاهرة أنها تسلمت من قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، عشماوي، ويوصف في وسائل إعلام محلية بأنه «أخطر إرهابي» قام بعمليات ضد بلاده.
ونشر موقع قناة لحرة الأمريكي جزء من حياة عشماوي التي بدأت مع انضمام عشماوي للكلية الحربية في 1996 عندما كان عمره 18 عاما، ليثبت تفوقا ونباهة مقارنة ببقية الطلاب.
وانضم عشماوي بعد التخرج إلى سلاح المشاة ثم الصاعقة، ليثبت تميزا عسكريا شابه بعض السلوكيات الدينية المتشددة التي دفعت أجهزة الاستخبارات لمراقبته، حسب موقع قناة الحرة.
وبعد أربع سنوات من التحاقه بالجيش، نقل عشماوي إلى أعمال إدارية بعد ملاحظة تحدثه عن السياسة والدين. وحوكم عسكريا عندما شوهد يجتمع بعدد من المجندين ويحدثهم عن الدين ويحرضهم على عدم الانصياع لأوامر القيادات.
ويقول أقاربه إن نقطة التحول كانت في 2006 حين اعتقل صديق له وتوفي في الحجز بعد تعرضه للتعذيب، بعدها لاحظوا عنده تحولا معنويا حادا.
وفي 2007، قررت المحكمة العسكرية طرد عشماوي من الجيش. عمل بعدها بالتجارة لفترة في القاهرة، وكان يجتمع مع ضباط سابقين بالجيش في مسجد في العقار الذي يقطنه والده.
وفي 2012، انضم عشماوي لجماعة أنصار المقدس ليقود خلية مختصة بتدريب أعضاء التنظيم على الأعمال القتالية مستغلا خبرته العسكرية، حسب ما نقلته وكالة رويترز عن مسؤولين أمنيين.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2014، أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس التي ينتمي إليها عشماوي البيعة لتنظيم داعش. لكن عشماوي رفض مبايعة داعش وكون مجموعة «المرابطون» التي عرفت بموالاة تنظيم القاعدة في ليبيا.
بعد هجوم الواحات الذي قاده في تشرين الأول/أكتوبر 2017، توجه عشماوي إلى ليبيا مستغلا حالة الفوضى التي تسود البلاد منذ سقوط معمر القذافي.