قالت مسؤولةٌ مصرية إنَّ أعداد الزائرين الذين يتوافدون على مصر تعود إلى ذروتها التي بلغتها في عام 2010، بعد سنواتٍ من الاضطرابات، بينما يهتم المسؤولون بسياحة المغامرات والسياحة الثقافية للمساعدة في تعزيز نمو مصدرٍ رئيسي للنقد الأجنبي، وفقاً لما نشرته وكالة Bloomberg الأمريكية.
ويُذكَر أنَّ السياحة، التي تشكل حوالي 15% من الاقتصاد المصري، تعرَّضت لهزَّةٍ شديدة بعد ثورة عام 2011، وواجهت مزيداً من الضربات بسبب سلسلة من الهجمات التي استهدفت السياح، بما في ذلك إسقاط طائرة روسية في سيناء بعد الثورة بحوالي أربع سنوات.
ولكن مع تحسُّن الأمن في البلاد، عاد السياح؛ إذ ألغت المملكة المتحدة في الشهر الماضي أكتوبر/تشرين الأول تحذيراتها لشركات الطيران التجارية من تسيير رحلاتها إلى مدينة شرم الشيخ.
وصرَّحت وزيرة السياحة رانيا المشاط يوم أمس، الخميس 21 نوفمبر/تشرين الأول في مقابلةٍ مع شبكة Bloomberg TV في العاصمة الصينية بكين بأنَّ عائدات السياحة تجاوزت 12.5 مليار دولار في السنة المالية 2018-2019، واصفةً إيَّاها بأنَّها «أعلى عائداتٍ للسياحة في تاريخ مصر»، وتأكيدٌ لفاعلية المعايير الجديدة الأشد صرامة التي فرضتها السلطات على الإقامة، وجهود الترويج العالمية.
وفي السياق نفسه، تعمل مصر كذلك على تطوير خياراتٍ أخرى للسياحة إلى جانب «التراث الثقافي أو الاستمتاع بالشمس والبحر»، وفقاً لما ذكرته رانيا، التي أضافت: «يبحث المسافرون اليوم عن تجربةٍ، عن تنوع العروض والاندماج مع المجتمع المحلي»، مشيرةً إلى الإمكانات الجديدة التي يوفرها «درب البحر الأحمر»، الذي يبلغ طوله 170 كيلومتراً ويقع بالقرب منتجع الغردقة، للسياح الراغبين في سياحة المغامرات.
ضربات قاسية للسياحة المصرية
وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 2015، تسبَّب تفجيرٌ زعمت إحدى الجماعات المحلية التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أنها المسؤولة عنه في مقتل جميع الـ 224 شخصاً الذين كانوا على متن طائرة ركاب تقل سياحاً روساً فوق شبه جزيرة سيناء.
ولا تزال الأسواق السياحية الكبرى مثل روسيا وبريطانيا خالية من الرحلات المباشرة إلى منتجع شرم الشيخ، أكبر المنتجعات المطلة على البحر الأحمر في البلاد منذ ذلك الهجوم.
وفي حادث مشابه، قرب منطقة الأهرامات بالجيزة، غرب العاصمة المصرية، واستهدف تفجير حافلة سياحية تقل 14 سائحاً فيتنامياً، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص، بينهم مرشد سياحي مصري و3 من السياح، وإصابة 11 آخرين.
وأوضحت الداخلية، في بيان، أنه تم «مقتل 40 مسلحاً في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن»، وذلك خلال مداهمتها لثلاثة أماكن في نطاق محافظتي الجيزة وشمال سيناء.
ويُعَدُّ هذا الحادث بمثابة ضربة قاسية لصناعة السياحة المصرية، التي لا تزال تعاني من الاضطرابات الناجمة عن ثورة عام 2011 التي أزاحت الزعيم المخضرم حسني مبارك عن السلطة.
جانب من حطام الطائرة الروسية التي سقطت في سيناء في صورة بتاريخ أول نوفمبر تشرين الثاني 2015.
أرقام مشجعة
إلا أنه في عام 2018 زادت أعداد السائحين في مصر بنسبة 40%، خلال الأشهر التسعة الأولى، في دفعة قوية بعد ركود طيلة سنوات في أعقاب انتفاضات الربيع العربي.
وتشهد مدن مثل الأقصر وأسوان توافد الكثير من السياح، حتى إن بعض الفنادق تم حجزها بالكامل.
وقالت مجموعة ترافكو للسياحة المصرية، لوكالة رويترز، إنها رفعت أسعارها بمصر بين 30 و35% بداية من الموسم الشتوي الحالي.
وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة إن مستوى الحجوزات السياحية، خلال موسم الشتاء الحالي، لقضاء العطلات في مصر واعد، خاصة من أسواق ألمانيا وإيطاليا وبولندا وأوكرانيا.
واستأنفت أغلب الدول الغربية والشرقية رحلاتها إلى مصر، وعلى رأسها روسيا، إذ استقبل مطار القاهرة الدولي، في أكتوبر/تشرين الأول 2018، أفواجاً سياحية قادمة من الصين والولايات المتحدة الأميركية وروسيا وبريطانيا وبولندا، لزيارة المعالم السياحية والأثرية في القاهرة الكبرى والمحافظات المصرية.
وكان عام 2017 قد شهد تخطي عدد السياح الوافدين إلى مصر حاجز 8.3 مليون سائح، بعائدات تقدر بنحو 7.6 مليار دولار، وفقاً لمؤشرات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، بزيادةٍ قدرها 44% مقارنة بعام 2016، حيث بلغ عدد السياح 5.3 مليون سائح فقط.