كان زعيم تنظيم داعش الإرهابي، أبو بكر البغدادي، هدفا ثمينا لقوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، منذ ظهور اسمه وبزوغ نجمه على الساحة الدولية.
ويعد أبو بكر البغدادي، واسمه الحقيقي، إبراهيم عواد محمد إبراهيم علي محمد البدري، المولود في مدينة سامراء شمالي بغداد عام 1971 لأسرة متوسطة، من أكثر المطلوبين في العالم، ورصدت الولايات المتحدة مبلغ 25 مليون دولار أميركي مقابل رأسه.
حصل البغدادي على شهادة البكالوريوس في الدراسات الإسلامية من جامعة بغداد عام 1996، ثم شهادتي الماجستير والدكتوراة في الدراسات القرآنية من جامعة صدام حسين للدراسات الإسلامية عامي 1999 و2007 على التوالي.
وفي أعقاب الغزو الأميركي عام 2003، الذي أطاح الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، نشط البغدادي في العراق، كما احتجزته القوات الأميركية لاحقا في معتقلي أبو غريب ومعسكر بوكا، حيث قام بنشر الأفكار الإرهابية وتجنيد أتباعه خلال هذه الفترة.
وفي بداية الأمر، انضم البغدادي إلى تنظيم القاعدة في العراق، حيث صعد نجمه بين صفوف المتشددين، إلا أنه ساهم في انشقاق تنظيم داعش عن القاعدة.
وفي ربيع عام 2013، أعلن البغدادي أن “جبهة النصرة” التي كان يتزعمها هي جزء من تنظيم داعش في العراق، وأطلق عليه اسم “تنظيم داعش في العراق والشام”.
وحينما طلب زعيم تنظيم القاعدة الأم، أيمن الظواهري، من البغدادي منح “النصرة” استقلالها، رفض الأخير، وفي فبراير عام 2014، أعلن الظواهري قطع كل علاقات القاعدة بتنظيم داعش.
وردا على ذلك، بدأ تنظيم داعش في قتال “جبهة النصرة”، وعزز من قبضته على شرق سوريا، حيث فرض البغدادي قوانين صارمة، وبعد أن عزز معقله في شرق سوريا، أمر البغدادي رجاله بالتوسع في غرب البلاد.
وفي يونيو عام 2014، سيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق.
وبعد أيام، ألقى البغدادي، الملقب بـ”الشبح”، على الملأ خطبة في مسجد النوري الشهير في مدينة الموصل شمالي العراق عام 2014، وبعدها لم يعثر له على أثر.
ومنذ إعلان سقوط داعش في مارس 2019، راجت تقارير عدة خلال السنوات الماضية بشأن مصير البغدادي، فمنها ما ذكر أنه أصيب خلال المعارك، ومنها ما ذكر أنه قتل، لكن أي من هذه التقارير لم يتم التأكد من صدقيتها، لا سيما مع تشتت التنظيم إلى فلول وخلايا نائمة.
لكن كثيرين رجحوا اختباء البغدادي، في صحراء البادية الشاسعة في سوريا، التي تمتد من الحدود الشرقية مع العراق إلى محافظة حمص وسط سوريا، كون ابنه “حذيفة” قتل في صحراء البادية السورية في يوليو 2018، من جراء غارة روسية بصواريخ موجهة، ويعتقدون أن الابن كان رفقة أبيه.
ويعتقد أن البغدادي كان يتنقل رفقة 3 أشخاص، هم شقيقه الأكبر جمعة، وسائقه وحارسه الشخصي عبد اللطيف الجبوري، الذي عرفه منذ الطفولة، وساعيه سعود الكردي.
إلا أن تم الإعلان عن استهدافه في عملية أميركية، أسفرت عن مقتله برفقة عدد من أفراد أسرته.