“النساء أيضا كائنات بشرية لديها رغبات جنسية.”
هذا ما تقوله أريكا لاست، مخرجة الأفلام الرائدة، التي تمتلك شركة في هذا المجال وتديرها. وتضيف: “نحن هنا، ونحن موجودات على هذا الكوكب نتيجة للجنس”.
والنساء أيضا يريدن التمتع بالأفلام الجنسية، مثل الرجال، لكن “معظم تلك الأفلام الموجودة حاليا أنتجها رجال، لا يعبأون برغبات المرأة الجنسية”.
وتقول: “أنا أسعى في أفلامي إلى إظهار بديل آخر لهذا النوع الذي اعتدنا عليه”.
“الأفلام الجنسية الذكورية” قد تطفئ الرغبة
يسجل في كل ثانية أكثر من 1000 عملية بحث في أكبر موقع للأفلام الجنسية في العالم، بحسب ما ذكرته مراجعات موقع (بورن هاب) في 2018.
ولكن معظم المواد الجنسية، التي يسهل الوصول إليها على الإنترنت، ليست سوى نسخة ذات طابع خاص من الأفلام الجنسية: وهو صورة “الرجل ذي الطابع الذكوري” الذي يسعى إلى متعته هو على حساب متعة المرأة، وأحيانا على حساب كرامتها، بحسب ما تقوله أريكا.
وتضيف أريكا لاست أن عليك فقط أن تلقي نظرة على أي موقع لترى ما يقدمه: “فتاة ممتلئة الجسد من أمريكا اللاتينية، تقبل أن تعامل بعنف وأن تدمر”، .. وابن يُضبط وهو يختلس النظر إلى زوجة أبيه، وهي تمدد جسدها في تمارينات لليوغا، ثم يمارس الجنس معها. .. ما هذا؟ هذا شيء آخر تماما غير الجنس، هذا شيء يطفئ الرغبة”.
وتقول: “معظم الأفلام الجنسية الموجودة حاليا على تلك المواقع، تقدم الجنس بطريقة لا تتماشى معي. إنني أحاول أن أنتج أفلاما يشارك فيها الناس المتعة من خلال الجنس”.
“الجنس في رأيي هو شيء يجمع الناس، ليقضوا وقتا ممتعا معا”.
وتقول ليزا وليامز، التي تعمل في هذا المجال أيضا، وتنتج بودكاست تحت عنوان (السرير الدافئ): “مستمعونا وقراؤنا يقولون إن الأفلام الجنسية التي يشاهدونها على الإنترنت لا تعكس تجربتهم في المتعة. إنها لا تمثل متعة المرأة، ولا رغباتنا، ولا كيف نشبعها”.
إنها – كما تضيف – “لا تزال حبيسة أفكار قديمة بالية”.
انستغرام و”شبه الحظر”
وعلى الرغم من استخدام أريكا لوسائل التواصل الاجتماعي في ترويج أفلامها، فإنها تواجه صعوبات تتطلب منها أحيانا تصميما وعزما.
وتقول أريكا إن ذلك يرجع إلى الحظر المتحيز من منابر الإنترنت لصورها والصور التي يضعها المبدعون الآخرون، مثلها.
وتعتقد أريكا أن حسابها ومنشوراتها على موقع انستغرام “شبه محظورة”، وذلك عندما يحجب ما تقدمه تماما، أو جزئيا، على الإنترنت، لأنه يتضمن “محتوى جنسيا”.
وحينما اشتكت على الإنترنت، قدم بعض المبدعين الآخرين شكاوى مماثلة.
وقال موقع انستغرام لبي بي سي إنه لا يستخدم تعبير “شبه حظر”، ولكنه “يتخذ الإجراء حيال المحتوى الذي يصله شيء بشأنه”، إذا كان فيه انتهاك لقواعده، ويقول أيضا إن لدى المستخدمين فرصة الاعتراض على قرار الموقع.
وتشكو ليزا أيضا من حجب بعض المنشورات لها بالرغم من أنها لا تتضمن شيئا غير مناسب.
وتقول: “يبدو أن هناك مكيالين، وأن ما يحجب يهتم بتمكين المرأة والمعلومات الخاصة بالجسد”.
وتعقب أريكا بأن الحسابات التي تقدم الصور التقليدية الذكورية هي التي تبقى، لأن هذا هو النمط المقبول على الإنترنت.
ماذا حدث لتعلم الجنس؟
يقول أكثر من ثلث النساء إنهن يتعلمن الجنس من خلال الأفلام الجنسية (بحسب مسح لبي بي سي في 2019)، بينما يعتقد 53 في المئة من الذكور أن الأفلام الجنسية على الإنترنت واقعية (بحسب مسح أجرته منظمة مكافحة الوحشية ضد الأطفال في 2017).
وتقول أريكا: “هناك نقص كبير جدا في التعليم الجنسي في مجتمعنا، ولذلك يلجأ الشباب إلى مواقع الجنس. إذ إن لديهم حب استطلاع بشأن الجنس، ويريدون أن يعرفوا عنه، وأن يفهموه، ولهذا يشاهدون تلك الأفلام”.
أما الأفلام الجنسية “الأخلاقية”، أو الأفلام التي ليس فيها استغلال، “فليس من السهل أن تجدها على الإنترنت، وأحيانا تضطر إلى أن دفع رسوم لمشاهدتها”، بحسب ما قالته ليزا.
وتقول هايدي، وهي ممثلة أفلام جنسية، شاركت في تمثيل بعض أفلام أريكا: “أشعر أنني من الأجيال الأولى التي تأثرت بالأفلام الجنسية، التي أثرت في الكبار والصغار”، مضيفة أن تلك الأفلام أدت دورا مهما في حياتها الجنسية.
أفلام جنسية تمثل المرأة
تقول ليزا: “النساء مخلوقات جنسية، وهن يتمتعن بمشاهدة الجنس. لكن من الصعب أحيانا مشاهدة الأفلام الجنسية المعتادة، دون أن تثير أعصابك. نريد تنوعا فيما نشاهده من أجساد، ونريد شيئا معبرا عن العاطفة، والحب، والمودة. نريد أفكارا جديدة، وأن نغذي رغباتنا”.
وتتفق هايدي مع ما تقوله ليزا بشأن تنوع الجسد، وتقول: “عملت مع أريكا على مدى عامين، ولاحظت أنه لم يكن يوجد أحد يمثل شخصا مثلي، شخصا ممتلئ القوام. كنت بحاجة إلى هذا حينما كنت في سن 21”.