عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تضامنه مع الأكراد السوريين، مندداً بالعملية العسكرية التركية ضد فصائل مسلحة كردية بشمال شرق سوريا التي بدأتها، مساء الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول 2019.
وكتب نتنياهو، الخميس 10أكتوبر/تشرين الأول 2019، في تغريدة: «تدين إسرائيل بشدة التوغل التركي في المناطق الكردية في سوريا، وتحذر من تطهير عرقي ضد الأكراد من تركيا ووكلائها. إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الكردي الشجاع».
إسرائيل بين شكر أمريكا على دعمها الدائم وبين الهجوم لتخليها عن حلفائها
وفي خطاب ألقاه الخميس أيضاً، شدد نتنياهو على اكتفاء بلاده الذاتي، وقال: «نحن نقدر بشدة أهمية الدعم الأمريكي الذي تزايد باطراد كبير في السنوات الماضية، (لكن) نحن نتذكر دائماً ونطبق القاعدة الأساسية التي ترشدنا: إسرائيل ستدافع عن نفسها بنفسها ضد أي تهديد».
وقد دفع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إفساح المجال بينما ترسل تركيا قوات إلى سوريا لمحاربة حلفاء واشنطن الأكراد بعض الإسرائيليين للتساؤل عما إذا كانوا سيدفعون هم أيضاً ثمن عدم صبره مع قضايا الشرق الأوسط في النهاية.
وسارع مسؤولون مقربون من رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى تسليط الأضواء على الخطوات غير المسبوقة التي اتخذها ترامب لصالح إسرائيل بما يشمل الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وسيادة إسرائيل على هضبة الجولان.
لكن في الدوائر الخاصة لا يختلف كثيرون على أن تقلب ترامب وتحول مواقفه يمكن أن يشكل عائقاً وعبئاً.
وفي رسم كاريكاتوري في صحيفة هآرتس اليسارية اليومية يظهر ترامب وهو يلوح لنتنياهو من خندق محصن بينما يجتاح نتنياهو إيران وحده وهو مستاء.
وخلال مقابلات مع وسائل الإعلام وجهت أسئلة لمسؤولين إسرائيليين عما إذا كان ترامب قد «خان» الأكراد، لكنهم لم يجيبوا إجابات قاطعة.
إذ قال يوفال شتاينتز، وهو وزير في مجلس الوزراء الأمني المصغر لنتنياهو وينتمي لحزب ليكود: «لا أريد أن أعرف الأمر بألفاظ محددة، لأنه ليس من وظيفتي أن أُقوّم الولايات المتحدة».
فيما أشار مسؤول إسرائيلي مقرب من نتنياهو إلى أن أي توتر ناجم عن قرار ترامب المتعلق بسوريا سيناقش بين الدولتين الحليفتين عبر قنوات خاصة. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه: «بعض الأشياء يستحسن التعامل معها بعيداً عن العلن».
علاقات إسرائيلية – كردية
حافظت إسرائيل على علاقات سرية عسكرية ومخابراتية وتجارية مع الأكراد منذ الستينات، إذ اعتبرت أن الأقلية العرقية تشكل عازلاً بينها وبين أعداء مشتركين. ويتوزع الأكراد على مناطق في العراق وتركيا وسوريا وإيران.
كما تعتبر إسرائيل أن الأكراد في سوريا قوة في مواجهة «المتشددين الإسلاميين» وتخشى من أن جماعات أخرى موالية لعدوتها إيران قد تملأ الفراغ الناتج عن انسحاب الولايات المتحدة من المشهد.
ترامب أعطى الضوء الأخضر للأتراك لبدء العملية
وقال ترامب إن الهجوم التركي «فكرة سيئة» لا يوافق عليها، لكنه لا يريد وجود القوات الأمريكية في طريقه.
تغيّر موقف ترامب في سوريا كان الأحدث من بين عدة خطوات أثارت قلق مجلس وزراء نتنياهو المحافظ الذي اعتبر من قبل أنه يسير على وفاق تام مع إدارة ترامب.