أعلن مصدر بالحملة الانتخابية لـ»نبيل القروي»، الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول 2019، أن القضاء قرر الإفراج عن المرشح الرئاسي التونسي الموقوف على خلفية قضايا فساد، منذ من شهر ونصف.
وفي تصريح للأناضول، قال مصدر بالحملة الانتخابية للقروي، مرشح حزب «قلب تونس» الليبرالي، إن «محكمة التعقيب بالعاصمَة تونس قررت اليوم الأربعاء، الإفراج عن القروي»، دون تفاصيل إضافية.
وجرى إيقاف القروي، في 23 أغسطس/آب الماضي، على خلفية شكوى ضده تقدمت بها منظمة «أنا يقظ» المحلية (غير حكومية) تتهمه فيها بـ»الفساد»، وهو ما ينفيه على لسان محاميه.
صحيفة كندية: القروي دفع أموالاً لضابط إسرائيلي
وبالتزامن مع أنباء الإفراج عنه أثارت صحيفة The Globe and Mail الجدل، بعد أن أكدت صحة معلومات عن مبالغ مالية دفعها المرشح لرئاسة تونس نبيل القروي، لضابط سابق في المخابرات الإسرائيلية، من أجل تحسين صورته عند الغرب، ودعمه في الانتخابات ليصل إلى قصر قرطاج ويصبح الرئيس.
وبعد أن كان المرشح نبيل القروي نفى المعلومات، جاءت الصحيفة الكندية لتؤكد ذلك، عبر تصريحات خاصة من الضابط الإسرائيلي نشرتها في تقرير قالت فيه إن القروي وقع عقداً من أربع صفحات مع الضابط اري بن مناشي، لتحسين سمعته مقابل مليون دولار. وقالت إن الضابط تسلم 150 ألف دولار أمريكي من هذا المبلغ، عبر زوجة السيد قروي، سلوى السماوي، من حساب بنكي في دبي و100 من وسيط، عرّفه بن ميناشي بأنه مسؤول تنفيذي سابق جزائري يعيش في مونتريال، وادعى أنه يعرف السيد قروي.
ويملك الضابط شركة ديكنز آند مادسون ومقرها مونتريال الكندية. وتسلم الضابط المبلغ مقابل الترويج للمرشح عند الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، لطلب الدعم في الانتخابات الرئاسية.
وقالت الصحيفة إن العقد المؤلف من أربع صفحات وقع بتاريخ 26 سبتمبر/أيلول. وجاء في تقرير الصحيفة الكندية أن توقيع العقد تم مع شخص يدعى محمد بودربالة، الذي قال بن ميناشي بأنه ممثل عن محامي القروي «محمد الزعنوني»، وأضاف بن ميناشي أنه لم يلتق بمحمد بودربالة.
وجاء في تقرير الصحيفة أن الضابط الإسرائيلي ميناشي التقى نبيل القروي في تونس، يوم 18 أغسطس/آب، وتناول العشاء في منزله بحضور شقيقه غازي وزوجته ومحاميه.
وقال بن ميناشي إنه في تلك الليلة كان نبيل القروي متأثراً بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة نجله خليل في حادث مرور منذ سنوات، حيث قرر القروي الدخول لعالم النشاط الخيري.
وبعد أن نفى القروي للإعلام التونسي المعلومات التي تحدثت عن دفعه مبالغ لتلميع صورته، جاء ميناشي ليؤكد أنه سيواصل تنفيذ شروط العقد، رغم أنه يشك في حصوله على بقية المبلغ وذلك لإعجابه بشخصية نبيل القروي الجذابة، ولاعتقاده أنه سيكون رئيساً جيداً لتونس، حسب تعبيره.
وجاء في الصحيفة أنه إذا ثبت صحة العقد أن ذلك يمثل تمويلاً أو دعماً للانتخابات من جهة خارجية، وهو أمر غير قانوني بموجب القانون التونسي.
وبن ميناشي، 67 عاماً، من مواليد إيران، وهو ضابط مخابرات إسرائيلي سابق وكان من جماعات الضغط المساندة لأمراء الحرب والدكتاتوريين، بمن فيهم المستبد الزيمبابوي روبرت موغابي، وقائد ميليشيا شرق ليبيا خليفة حفتر والنظام العسكري الذي استولى على السلطة في السودان هذا العام.
ويقول ميناشي إن العقد الذي تم الكشف عنه أواخر الأسبوع الماضي موجود في مستند عام، تم تسجيله في 26 أغسطس/آب لدى وزارة العدل الأمريكية بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب.
والقروي متأهل للجولة الثانية للانتخابات الرئاسية المقررة، الأحد، بحصوله على المركز الثاني بالدور الأول خلف المرشح الرئاسي المستقل قيس سعيد.
وقبل أسبوع، كشف موقع «lobbying al-monitor»المختص في كشف أنشطة جماعات الضغط بالولايات المتحدة أن القروي، أمضى عقدا بقيمة مليون دولار مع شركة علاقات عامة يديرها ضابط استخبارات إسرائيلي سابق، بهدف الحصول على دعم واشنطن وموسكو والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وقال الموقع إن «القروي» أبرم في 13 أغسطس/آب الماضي عقدا مع شركة «دينكنز أند مادسون (Dickens and Madson)»، ومقرها كندا، التي يديرها ضابط الاستخبارات الإسرائيلي السابق وتاجر السلاح آري بن ميناشي.
وردا على ذلك، نفى حزب «قلب تونس» بزعامة القروي صحة ما نشره الموقع الأمريكي، معتبرا في بيان أنها جزء من محاولات استهداف الحزب في السباق الرئاسي والتشريعي.
فيما طلبت النيابة العامة بالبلاد من الشرطة التحري بشأن صحة هذه الأنباء.