لأول مرة منذ الإطاحة بالرئيس المصري الراحل محمد مرسي، عبر انقلاب عسكري في 3 يوليو 2013، شهد ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة تظاهُر بضع مئات من المواطنين، ضد الرئيس عبدالفتاح السيسي، مطالبين برحيله.
تظاهُر العشرات في ميدان التحرير
وقد تجمَّع العشرات، وفق مقاطع الفيديو المصورة التي تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتهاء مباراة السوبر المصري بين الأهلي والزمالك، مرددين هتافات: «ارحل ارحل يا سيسي»، و «الشعب يريد إسقاط النظام».
في حين تجمَّع العشرات أيضاً فوق كوبري قصر النيل بالقرب من ميدان التحرير، مرددين: «يسقط يسقط حكم السيسي»، و «ارحل ياسيسي»، و «كل الشعب بيقول لك ارحل يا سيسي».
ونقلت قناة «الجزيرة مباشر»، على لسان أحد المشاركين في التظاهرات يدعى أحمد سيد، وهو ناشط سياسي، أن هناك مشاركين من الصعيد والدلتا، مصممين على إسقاط النظام المصري، وقال إنه من المتوقع أن يحتشد مزيد من المواطنين، متوقعاً أن يمتلئ ميدان التحرير بالمتظاهرين، خلال الساعات المقبلة، من أجل التظاهر والتمسك برحيل السيسي من سدة الحكم.
وقال الناشط السياسي إن ميدان التحرير خالٍ من قوات الجيش، في حين توجد بعض قوات الأمن المركزي التابع لوزارة الداخلية.
وقد تداول بعض النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مقطع فيديو، لعشرات المتظاهرين، الذين يهتفون في ميدان التحرير ضد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مساء الجمعة 20 سبتمبر.
وقد تضمنت التظاهرات هتافات برحيل السيسي
وتضمّن مقطع الفيديو ترديد المتظاهرين هتاف «الشعب يريد إسقاط النظام»، في حين تضمن الفيديو أيضاً اشتباكات بين أفراد يرتدون ملابس مدنية والمتظاهرين، ولم يتسنَّ التأكد إن كانت الاشتباكات بين المتظاهرين ومحسوبين على الأجهزة الأمنية أم مواطنين يحاولون إيقاف المتظاهرين عن الهتاف ضد السيسي.
كان بعض الشباب المصري قد بدأوا النزول لميدان التحرير بشكل فردي أو جماعي، «حيث لا يتعدى عددهم 3 أشخاص»، عصر الجمعة، مناشدين من خلال مقاطع فيديو بثوها على مواقع التواصل الاجتماعي، ضرورة التوجه إلى ميدان التحرير، للاحتشاد من أجل التظاهر ضد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وتلبية لدعوات رجل الأعمال والفنان محمد علي التي أطلقها منذ أيام.
وبث أحد الشباب، ويدعى أحمد تامر، بعض مقاطع الفيديو، قال فيها إنه توجَّه إلى ضباط الداخلية الموجودين في الميدان وسألهم عن استعدادهم لمواجهة المتظاهرين، وكان ردُّ الضابط هو أن الجيش والداخلية يدعمان مظاهرات الشعب، على حد قول الشاب.
ودعا أحمد تامر، في أحد مقاطع الفيديو، المواطنين للنزول إلى ميدان التحرير، وقد بث لهم رسالة طمأنة بأن الأوضاع هادئة ومستقرة، ولا خوف من نزولهم.
وكشف تامر في المقطع أنه نزل للتظاهر ضد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي؛ ثأراً للرئيس المصري الأسبق محمد مرسي الذي وافته المنية في السجن، بالإضافة إلى وفاة نجله الأصغر عبدالله بسبب حزنه على والده.
وقال تامر: «يا ريت يا جماعة ننسى مباراة الكرة اللي هتتذاع الليلة وننزل كلنا علشان مصر».
وبث البعض مقاطع فيديو تحفِّز المواطنين على التظاهر
في حين بث أحد الشباب الآخرين ويدعى كريم عزت، مقطع فيديو من ميدان التحرير، قال فيه إنه يوجه الشكر لرجل الأعمال محمد علي بسبب دعوته للتظاهر ضد النظام المصري الحالي، وبسبب تجديد ما قال إنه أمل في إنقاذ مصر.
وطالب عزت الشعب المصري بالنزول للميدان، قائلاً لهم: «كفاية خوف يا جماعة، الشرطة محترمة وتدعم التظاهرات».
وقد قال موقع «اليوم السابع» ، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي غادر القاهرة مساء الجمعة 20 سبتمبر/أيلول 2019، متوجهاً إلى نيويورك، للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ74، التي تنطلق جلساتها الثلاثاء ، ومن المقرر أن يكون السيسي ضمن أوائل الرؤساء الذين يلقون بيانات بلادهم بالجلسة الأولى.
السيسي يسافر إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة
وقال الموقع إن السيسي سوف يلقي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويحمل في أجندته ملفات مهمة على النواحي السياسية والاقتصادية والعسكرية كافة.
وأشار إلى أنه من المقرر أن تشمل مباحثات واجتماعات القادة في جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ74، سبل تعزيز السلام والأمن والتنمية المستدامة، وحماية حقوق الإنسان، والتقدم الاجتماعي، والقضاء على الفقر والجوع، وقضايا التعليم الجيد والعمل المناخي، كما من المقرر بحث ملف تغير المناخ والحوار رفيع المستوى حول التمويل من أجل التنمية، وحقوق الإنسان وتمكين النساء والشباب، وتعزيز التكافؤ بين الجنسين.
كما تتصدر قضايا تحديات القارة الإفريقية وبرنامج الأمم المتحدة في تحقيق السلام، والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان أجندة عمل القادة وضيوف الجمعية. كما يعد ملف نزع أسلحة الدمار الشامل، إضافة إلى مناقشة أهم المبادئ التي يتعين على الدول التزامها في إطار جهود مكافحة الإرهاب، من الملفات الرئيسية، فضلاً عن تسويات للنزاعات والأزمات القائمة.
كانت مصادر قالت إنه كان هناك خلاف حاد حول سفر الرئيس المصري إلى نيويورك، حيث تبنَّت أطراف أمنيةٌ ضرورة ألا يسافر، وأن يرسل بدلاً منه وزير الخارجية سامح شكري، في حين فضلت أطراف أخرى أن يسافر، حتى لا يظهر بمظهر الخائف والمرتبك والمهزوز، بسبب دعوات التظاهر التي أطلقها رجل الأعمال والفنان محمد علي في الأيام الماضية.
وقالت المصادر إنه تم حسم الخلاف بين الأجهزة الأمنية، وقرر السيسي السفر، ﻹرسال رسالة إلى المتظاهرين ومعارضيه بأنه في موقف قوة ولا يخشى من تأثير دعوات التظاهر، على شعبيته أو مستقبله في إدارة البلاد.
كان الفنان محمد علي دعا الشعب لنزول الشوارع
كان رجل الأعمال والفنان محمد علي قد دعا الشعب المصري للنزول في مظاهرات الجمعة 20 سبتمبر/أيلول، ضد الرئيس عبدالفتاح السيسي ومطالبته بالرحيل.
وكشفت مصادر خاصة سابقة داخل جهاز المخابرات العامة المصرية ، أن هناك جهات سيادية خاصة، خصوصاً جهاز المخابرات العامة المصرية، تساند وتدعم مقاول الجيش محمد علي.
https://youtu.be/qbr2WwyfI34
أوضح المصدر، الذي كان يحتل منصباً رفيعاً بالجهاز، لكنه رفض التصريح باسمه أو طبيعة عمله حفاظاً على أمنه، أن معظم وكلاء المخابرات العامة الذين أقالهم السيسي أو أحيلوا للتقاعد غادروا بالفعل مصر، وأغلبهم خارج البلاد الآن، وأن لديهم تحفظات على أداء الرئيس، «إن لم تكن هناك رغبة في الانتقام بعد طردهم من هذا الجهاز»، على حد تعبيره.
وظهر جلياً في الأسابيع الماضية، تأثير فيديوهات محمد علي على الرأي العام المصري، في الوقت الذي ظهرت فيه فيديوهات جديدة تناولت شخص السيسي، وكان آخرها فيديو الضابط الملثم، الذي تحدث فيه عن أن هناك جهات سيادية، خاصة جهاز المخابرات العامة المصرية، تساند وتدعم المقاول محمد علي.
وفوجئ الشارع المصري منذ أسابيع قليلة، بظهور فيديوهات لمقاول مصري كان يعمل مع الجيش ويبثها من إقامته في إسبانيا، وجه خلالها اتهامات بالفساد وإساءة إدارة البلاد إلى الرئيس المصري وعددٍ من قادة القوات المسلحة المقربين منه.
نجح علي في لفت الأنظار، ليبدأ آخرون في نشر فيديوهات مشابهة، كان أبرزهم الصحفي المصري مسعد أبوفجر، الذي ظهر في فيديوهات تتحدث عن فساد السيسي بسيناء، وتتهمه بالعمالة لإسرائيل، إلى جانب خروج الناشط السياسي المصري وائل غنيم عن صمته الذي دامَ نحو 6 سنوات.
ومحمد علي هو مقاول عمِل في المشاريع التي تديرها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية نحو 15 عاماً، قبل أن ينتقل مؤخراً للعيش في إسبانيا، على خلفية خلافات مالية مع المؤسسة العسكرية.