“المنيل” منطقة ساحرة كانت شاهدة علي لحظات تاريخية حاسمة، ويمرعليها آلاف المواطنيين يوميا، لكن ربما لايعرف الكثيرون أنها تعد من أقدم و أعرق المناطق نظرا لموقعها الجغرافي الفريد وما يوجد فيها من أماكن تاريخية ومبانى أثرية عريقة، فما هي حكاية المنيل المنطقة التاريخية والحي الراقي وسكانه.
من أهم معالم الحي التي احتفظت بطابعه الراقي شارع عبدالعزيز آل سعود ومنطقة”منيل الروضة” في الجزء الشمالي لجزيرة الروضة التي توجد وسط نهر النيل وتعد من أقدم الجزر، ويسمى الجزء الجنوبي منها “شارع المماليك”.
وتتصل جزيرة المنيل بالمناطق المحيطة بها في محافظتي القاهرة والجيزة بعدة كباري منها “الجامعة” و”عباس” اللذان يصلانها الجيزة، باﻹضافة لوجود خمس كباري أخرى هي الملك الصالح وسيالة المنيل والمانسترلي والقصر العيني و الميريديان تصلها بالقاهرة.
وسكن حي المنيل العديد من الشخصيات الشهيرة من أدباء وسياسين وفنانين وأشهرهم الرئيس اﻷسبق محمد أنور السادات وأسرتة، والهلباوى اول نقيب محامين فى مصر، و عبد الحليم حافظ، وكمال الشناوى، وحسن حمدى رئيس النادى الأهلى السابق ومحمود شريف وزير التنمية المحلية الأسبق وعدد كبير من رجال وسيدات الأعمال علي رأسهم مجدي المنشاوي المدير الاقليمي لواحدة من أشهر الشركات الألمانية العابرة للقارات، وسيدة الأعمال عزيزة نورالدين،والأديب والكاتب الكبير محمد مندور، والأديب صلاح المعداوي والفنان التشكيلي سامي أمين وحمدي رزق رئيس تحرير المصور وماجدة محمود رئيس تحرير حواء، والكاتبة الصحفية ناهد فريد مدير تحرير مجلة صباح الخير، وهناء كامل مديرتحرير أخبار الرياضة وأول سيدة تصل لهذا المنصب في مطبوعة رياضية، والفنانة التشكيلية هبة المعداوي والفنان طارق مندور.
ومن الشخصيات البارزة ايضا التي سكنت بمنيل الروضة قديما بدر الدين أبو غازى وزير الثقافة الاسبق الذي سكن المنيل منذ عام 1930م ومصطفى بك رضا مستشار الاذاعة الحكومية المصرية للموسيقى عام 1934 وله حتى اليوم شارع باسمة في محطة الغمراوى بالمنيل .
ويوجد بالمنيل العديد من المباني التاريخية كالجوامع والمدارس والقصور القديمة والمتاحف، فمن أشهر المعالم التاريخية “مقياس النيل” الذى يقع فى نهاية شارع الملك الصالح، ويعتبر ثانى أقدم أثر إسلامى فى مصر بعد جامع عمرو بن العاص، حيث تم بناءه عام 861 بعد الميلاد في عهد الخليفة المسلم المتوكل ، وكان يستخدم لتحديد قيمة الضرائب على الشعب المصرى من خلال قياس فيضان النيل ومن ثم معرفة نوعيه المحاصيل التى سوف تزرع وتقدير رسوم الضرائب عليها ، وذلك قبل بناء السد العالى.
،وعلى مدار التاريخ بنى فى المنيل عدة قصور منها قصراعلى ضفاف النيل للخديوي إسماعيل وكان يسكن به والده أيضا قبله، وقصر لصلاح الدين ذو الفقار كبير أمناء القصر الملكى منذ عهد الملك فؤاد والذي يحمل ميدان الباشا وشارع سعد الدين ذو الفقار إسمه.
أما قصر المانسترلى الذي يقع في نهاية الجزيرة و يطل على نهر اليل، فتم إنشاءه في عهد حسن فؤاد المانسترلي باشا (1851م،1267هـ) الذي ترجع تسمية القصر بهذااﻹسم لموطنه بمدينة مانستر في مقدونيا، وبعد حصول الدولة على القصر يتم الأن إقامة حفلات ثقافية وحفلات موسيقية به، كما أقامت وزارة الثقافة متحفا ملحقا بقصر المنسترلى يحمل اسم أم كلثوم ويجمع كل مقتنياتها العامة والخاصة لكى يتواصل هذا التراث مع الأجيال القادمة واللاحقة وذلك تقديرا لفنها الأصيل وحرصاً على تراثها القيم، وقد بدأ العمل لتجهيز وإقامة المتحف في عام ١٩٩٨.
كما يوجدأيضا كوبري المانسترلي بين متحف أم كلثوم ومقياس النيل، وهوكوبري خشبي للمشاه تم تصميمه وزخرفتة بطريقة مميزة ، و بنى هناك تمثال للمهندس “أحمد الفرغانى” الذى أنشئ مقياس النيل وذلك في وسط حديقة أمام المبنى.
ومن المتاحف الشهيرة بالمنطقة متحف قصر المنيل الذي أنشأه الوالي محمد علي باشا عام 1901م. وهو مبني على الطراز الإسلامي العثماني، ويحكي من خلال مقتنياته تاريخ مصر منذ عهد محمد علي باشا حتى عهد الثورة 23 يليو 1952. كما يضم مقتنيات من القرن التاسع عشر، ويشمل سراي الإستقبال والعرش والقاعة الذهبية ومتحفاً وحديقة نادرة.
ومن أشهر معالم المنطقة مستشفى القصر العينى، وهى أول مدرسة للطب تأسست بمصر فى العصر الحديث فى عهد محمد علي باشا، ويعود سبب التسمية لصاحب القصر أحمد بن العينى والذي بناه عام1466م بالعصر المملوكى، هذا بجانب كلية طب الفم واﻷسنان التي تعتبر أول كلية في هذا المجال في إفريقيا والشرق اﻷوسط، حيث أنشئت عام 1925 .
كما أنه يوجد العديد من المساجد التاريخية منها مسجد صلاح الدين اﻷيوبي ومسجد قايتباى الذي أنشأه السلطان الأشرف أبو النصر قايتباى بين أعوام (886 – 896 هـ)-( 1481 – 1490م)،
لايقتصر اﻷمر في المنيل على المباني التاريخية فقط، بل يوجد بها العديد من الأماكن السياحية والترفيهية مثل المسارح والسينمات ومن أشهرها وأقدمها؛سينما راندا والجزيرة وجرين التى اشتهرت بحضور أنور السدات فيلم ليلة قيام الثورة للتموية والأن توجد فقط سينما فاتن حمامة، كما يوجد بالمنطقة أشجار معمرة ومشاتل يضم زهور نادرة.
وقد اهتم العديد من الأدباء والمؤرخين بالكتابة عن جزيرة الروضة بما أنها شهدت أحداث تاريخية وحكايات عديدة منذ عمرو ابن العاص ,ومن بعض المؤلفات كتاب “كوكب الروضة” من تأليف الإمام جلال الدين الأسيوطى وهو أديب و مفسر وفقيه، قد جمع الأسيوطي فيه كل ما كتبه المؤلفون قبله.