في تغير واضح في لهجة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه السعودية بشأن قضية خاشقجي، توعد ترامب برد قاس إذا ثبتت مسؤولية الرياض في مقتله، مرجحا فرضية مقتله. وميدانيا وسعت تركيا دائرة البحث عن جثته وقامت الخميس غابة على مشارف إسطنبول ومدينة قرب بحر مرمرة.
رجح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمرة الأولى الخميس فرضية مقتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي متوعّدًا بردّ “قاس جدًا” على الرياض إذا ثبُتت مسؤوليتها في مقتله.
وأجاب ترامب على سؤال عمّا إذا كان يعتقد أنّ خاشقجي مات، فقال “يبدو من المؤكّد أنّ الأمر كذلك. إنه أمر محزن للغاية”. وردًا على سؤال آخر حول الردّ المحتمل للولايات المتحدة على السعودية في حال ثبُتت مسؤوليّتها عن موت خاشقجي، شدّد ترامب على أنّ الردّ سيكون “قاسيًا جدًا”. وأضاف “إنها مسألة سيّئة جدًا، ولكن سنرى ما سيحدث”.
وتُظهر هذه التصريحات تغييرًا واضحًا في لهجة الرئيس الأمريكي. فهو كان اتّخذ في الأيام الأخيرة موقفا أقلّ حدّة وسلّط الضوء على المصالح الاستراتيجية الهائلة التي تربط بلاده بالمملكة السنّية وبينها مكافحة الإرهاب والحاجة إلى مواجهة نفوذ إيران الشيعية، فضلاً عن عقود الأسلحة وفوائدها الاقتصاديّة.
وقرّرت الولايات المتحدة الخميس أن تُمهل السعودية “بضعة أيام إضافية” لتقديم توضيحات حول اختفاء خاشقجي بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول.
وأوضح وزير الخارجيّة الأمريكي مايك بومبيو الخميس أنّ الهدف من ذلك هو إفساح المجال أمام “اتّخاذ قرارت حول كيفية رد الولايات المتحدة على هذا الحدث”. وكان ترامب نفى الأربعاء أن يكون بصدد “توفير غطاء” للرياض.
توسيع دائرة التفيتيش
وأعلن مسؤولان تركيان إن الشرطة التركية تفتش غابة على مشارف إسطنبول ومدينة قرب بحر مرمرة بحثا عن جثمان خاشقجي وتابع المسؤولان البارزان أن المحققين جمعوا “عينات كثيرة” من تفتيش القنصلية ومقر إقامة القنصل وسوف يسعون لتحليل العينات بحثا عن آثار الحمض النووي لخاشقجي.
ونفت السعودية مزاعم مسؤولين أتراك بأن خاشقجي قد قتل داخل القنصلية وتم نقل جثمانه لاحقا.
وأثار اختفاؤه واحتمال موته صيحات احتجاج دولية كما أدى إلى توتر العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة ودول أوروبية.
وقال المسؤولان إن السلطات وسعت دائرة البحث بعد تتبع مسارات وأماكن توقف السيارات التي غادرت القنصلية السعودية ومقر إقامة القنصل في الثاني من أكتوبر تشرين الأول وهو اليوم الذي شوهد فيه خاشقجي لأخر مرة، وتابع المسؤولان أن قتلة خاشقجي ربما ألقوا بجثته في غابة بلغراد المتاخمة لمدينة إسطنبول وعند موقع ريفي قريب من مدينة يالوفا التي تبعد 90 كيلومترا جنوبي اسطنبول.
وقال أحد المسؤولين “أدت التحقيقات إلى بعض الشكوك بأن رفاته ربما تكون في مدينة يالوفا وغابة بلجراد. الشرطة تفتش المنطقتين”. وتابع أنه ربما تم استخدام “منزل ريفي أو فيلا” في التخلص من الرفات.
وفتش المحققون الأتراك الخميس للمرة الثانية القنصلية السعودية حيث اختفى خاشقجي الذي كان يتخذ من الولايات المتحدة مقرا لإقامته ودائم الانتقاد لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
منظمات غير حكومية تطالب بتحقيق دولي
طالبت منظّمات العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش ولجنة حماية الصحافيين ومراسلون بلا حدود، الخميس بأن تفتح الأمم المتحدة تحقيقا في اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
وقال روبرت ماهوني أحد مسؤولي لجنة حماية الصحافيين التي مقرّها في نيويورك، خلال مؤتمر صحافي مشترك في مقر الأمم المتحدة، “يتعيّن على تركيا أن تدعو الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق موثوق به وشفاف”.
ورأت المنظّمات أنّ التحقيق يجب أن يُتيح تحديد ملابسات اختفاء خاشقجي وموته المحتمل. ويجب أن يكون هدفه تحديد كلّ من يتحمل مسؤولية في الأمر والتخطيط والتنفيذ للعملية المرتبطة بهذه القضية.