عشية دخول تظاهرات البصرة ليلتها السادسة، قتل مساء الاثنين شاب في العقد الثالث من عمره، يدعى “مكي ياسر الكعبي”.
واستخدمت القوات الأمنية العراقية الرصاص الحي لتفريق تظاهرات واسعة شهدتها محافظة البصرة مساء الاثنين، قطعت على إثرها الطرق وأحرقت الإطارات.
كما أفيد بمقتل متظاهر آخر، في شارع الجمهورية وسط البصرة.
من جهتها، طالبت مفوضية حقوق الإنسان في العراق القضاء العراقي بالتحقيق الفوري بمقتل أحد المتظاهرين خلال المظاهرات.
وقال مهدي التميمي، مدير مكتب المفوضية بمحافظة البصرة للعربية.نت: “على القضاء فتح تحقيق فوري وعاجل بحادثة مقتل المتظاهر “مكي” الذي تعرض لصعقات كهربائية من قبل القوات الأمنية، وضرورة إحالة المتسببين بمقتله إلى القضاء”، على حد تعبيره.
في حين أكد أهل الشاب القتيل، أن سبب وفاته طلقة نارية أصابته في الكتف، وتوفي أثناء نقله إلى المستشفى جراء نزيف حاد.
كما أكد أهل مكي أنهم سيقومون، الثلاثاء، بحمل السلاح ضد الحكومة المحلية، انتقاماً لدم ولدهم الذي قتل خلال التظاهرات، ودعوا جميع عشائر المحافظة إلى مؤازرتهم.
وكانت قوات الرد السريع الموسومة “سوات”، قد شرعت بفتح النار بصورة مباشرة على المحتجين مساء الاثنين، في أحياء العباسية والبريهة وشارع السعدي وسط البصرة، لتفريقهم.
كما قامت القوات ذاتها “قوات الرد السريع” بإطلاق قناني الغاز المسيل للدموع على المنازل في تلك الأحياء لمنع اختباء المتظاهرين الفارين من النار.
وقال أحد المتظاهرين للعربية.نت: “إنهم تمكنوا من تشخيص المخربين والمندسين، الذين يعملون لصالح الأحزاب في المحافظة، والذين يسيئون للمظاهرات السلمية، التي لم تطالب سوى بتأمين المياه الصالحة للشرب”.
إلى ذلك، لم تنج المستشفيات أيضاً من أعمال العنف، إذ تم رمي بوابة مستشفى السعدي في مركز المحافظة بغاز الفلفل والقناني المسيلة للدموع، لمنع وصول الجرحى من المحتجين، أثناء تواجد العديد من المرضى من غير المحتجين بداخلها.
أما الاعتقالات فكانت تنفذ بعشوائية تامة، فالعشرات من الشبان المحتجين تم حجزهم، كما وتم الاعتداء على أحد رجال الدين الذي كان قد خرج مع المحتجين للمطالبة بتحسين الخدمات، وتم ضربه واعتقاله ونقله إلى جهة مجهولة.
طرد القوى الأمنية
في المقابل، خلت نواحي الكرمة والتميمية، من العناصر الأمنية، بعد طردهم من قبل العشائر والأهالي الذين رفعوا السلاح بوجه القوات الأمنية، إثر لجوئهم للعنف في الليالي الماضية.
من جهة أخرى، أغلق جسر الكزيزة الذي يعتبر المنفذ الرئيسي لطريق بغداد – البصرة، من قبل الأهالي، لمنع وصول قوات عسكرية من خارج المحافظة.
يذكر أن المحتجين خرجوا قبل أيام، على خلفية انقطاع المياه في عدد من المناطق، وتلوث مياه الشرب في مناطق أخرى، ما أدى بحسب مفوضية حقوق الإنسان في العراق، إلى تسمم نحو ثلاثين ألفاً من سكان البصرة.