العالمثقافة و فن

قائد عسكري روسي ينتحر تجنباً لعار هزيمة على يد الألمان

تصنف معركة تاننبرغ (Tannenberg)، التي جرت وقائعها في روسيا الشرقية، كواحدة من أهم المعارك التي شهدتها الأشهر الأولى من الحرب العالمية الأولى.

وأثناء هذه الملحمة العسكرية، التي استمرت أحداثها طيلة الفترة الأخيرة من آب/أغسطس 1914، تلقت القوات الروسية هزيمة قاسية على يد الألمان، حيث دمّر الجيش الروسي الثاني بشكل شبه كامل. وبسبب هذه النهاية التعيسة للمعركة، أقدم أحد أبرز القادة العسكريين الروس على الانتحار تجنباً لعار الهزيمة.

ألكسندر سامسونوف

وصنّف ألكسندر سامسونوف، مطلع الحرب العالمية الأولى، ضمن قائمة أبرز القادة العسكريين الروس. ويعود الفضل في ذلك إلى مسيرته العسكرية الزاخرة بالإنجازات، حيث تخرّج من مدرسة الفرسان العسكرية في الـ18 من عمره، قبل أن يشارك في الحرب الروسية – العثمانية ما بين عامي 1877 و1878 والتي انتهت بانتصار روسي ساحق وخسارة العثمانيين لمزيد من أراضيهم عقب توقيع معاهدتي سان ستيفانو وبرلين.

وعقب نهاية الحرب الروسية – العثمانية، التحق سامسونوف بالأكاديمية العسكرية بسانت بطرسبرغ قبل أن يتخرج لاحقاً ويحصل على مكانة مرموقة عقب تدرجه في سلم الرتب العسكرية.

وما بين عامي 1899 و1901، شارك ضمن القوات الروسية إلى جانب قوات التحالف في قمع ثورة الملاكمين بالصين. كما تميز خلال الحرب الروسية – اليابانية ما بين عامي 1904 و1905 ليكسب شعبية لدى القيادة العسكرية الروسية بفضل نشاطه وخبرته ليعين إثر ذلك كقائد لفرقة فرسان سيبريا الروسية الأولى.

وفي حدود عام 1906، عيّن سامسونوف كمسؤول عسكري على إقليم وارسو ببولندا، وذلك قبل أن يتم نقله عام 1909 عقب ترقيته إلى منصب حاكم عام على إقليم تركستان الروسي وقائد لفرقة قوزاق ساميرتشي (Semirechye Cossacks).

كذلك تولى مطلع الحرب العالمية الأولى قيادة الجيش الإمبراطوري الروسي الثاني خلال ما عرف بعملية غزو بروسيا الشرقية، وقد مثلت هذه العملية العسكرية أبرز تحد في حياة هذا القائد الروسي المخضرم.

غير أن سامسونوف فشل في التنسيق بين قواته العاملة ضمن الجيش الإمبراطوري الثاني وقوات الجيش الإمبراطوري الأول، التي كانت تحت قيادة الجنرال الروسي، بول فون رينينكامبف.

بول فون رينينكامبف

وبسبب غياب التواصل، وجد الجيش الإمبراطوري الروسي الثاني نفسه محاصراً من قبل الجيش الثامن الألماني لتعرف روسيا إثر ذلك واحدة من أسوأ الكوارث العسكرية التي شهدتها الأشهر الأولى من الحرب العالمية الأولى.

وخلال هذه المعركة التي جرت وقائعها أواخر آب/أغسطس 1914، حاول سامسونوف سحب قواته والتراجع، فتحول الجنود الروس إلى فريسة سهلة للقوات الألمانية.

جانب من الجنود الروس الأسرى عقب معركة تاننبرغ في أغسطس 1914

وعلى الرغم من تفوقه العددي، تلقى الجيش الروسي هزيمة ساحقة، فمن ضمن حوالي 150 ألف جندي من قوات الجيش الإمبراطوري الثاني لم يتمكن سوى 10 آلاف فقط من الهرب والنجاة.

وأمام هذه الهزيمة العسكرية المذلة وارتفاع عدد الخسائر البشرية، رفض سامسونوف تحمل المسؤولية أمام القيصر الروسي نيقولا الثاني وإمكانية التعرض إلى محاكمة عسكرية، فما كان منه إلا أن أقدم على وضع حد لحياته يوم الثلاثين من آب/أغسطس 1914 عن طريق إطلاق النار على نفسه عند مستوى الرأس باستخدام مسدسه بعد أكثر من 37 سنة قضاها في خدمة الجيش الروسي.

القيصر الروسي نيقولا الثاني
جانب من الجنود الروس القتلى داخل الخنادق خلال معركة تاننبرغ

وتمكن الجيش الألماني من انتشال جثة سامسونوف قبل أن يوافق على إعادتها إلى عائلته لدفنها بروسيا عام 1916 عقب جهود قادتها أرملته.

How useful was this post?

Click on a star to rate it!

Average rating 0 / 5. Vote count: 0

No votes so far! Be the first to rate this post.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى