تداول ناشطون إيرانيون شريط فيديو يوثق مواجهة بين امرأة إيرانية شابة لرجل دين معمم، طلب منها في أحد شوارع العاصمة طهران، أن تعدل حجاب رأسها الفضفاض وأن تغطي جبينها.
https://twitter.com/twitter/statuses/1030306102959857664
ويظهر الفيديو أن المرأة انتفضت بوجه المعمم، وبدأت بالصراخ بسبب تدخله في شأنها الخاص، ثم قامت بخلع غطاء رأسها بعد أن هددها بالاتصال بالسلطات لاعتقالها، وقالت له: أنا حرة بما أرتدي وهذا ليس شأنك”.
واحتج المارة على تصرف رجل الدين، وطلبوا منه الابتعاد عن المرأة وعدم التدخل فيما لا يعنيه.
بدورها، قامت الناشطة والصحافية الإيرانية، مسيح علي نجاد، التي تقدم برنامج “تابلت” في تلفزيون “صوت أميركا VOA “الناطق بالفارسية، والذي يركز على انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، بنشر المقطع على حسابها في “تويتر” يوم الجمعة، وعلقت قائلة: هذه المرأة الشجاعة تحدت رجل الدين الذي هددها بالاعتقال، لأنه قال إن حجابها غير مناسب، فقامت بإزالة حجابها بالكامل أمامه.
وتدير علي نجاد حملات لمناصرة حقوق النساء في إيران مثل الأربعاء الأبيض، وكذلك كاميرتي سلاحيMyCameraIsMyWeapon# بالإضافة إلى “حريتي المسروقة MyStealthyFreedom# وكذلك الأربعاء الأبيض WhiteWednesdays# حيث تنشر مقاطع وصور عن مقاومة النساء الإيرانيات للعنف والتمييز والحجاب القسري.
يذكر أن السلطات الإيرانية اعتقلت حوالي 30 امرأة منذ انطلاق حملة مناهضة الإجباري في 27 ديسمبر الماضي، عندما ما قامت فتاة تدعى ويدا موحد (31 عاماً) بالوقوف في شارع “انقلاب” وسط العاصمة طهران، وخلعت وشاحها وقامت بالتلويح به بواسطة عصا على شكل علم أمام المارة في الشارع، وتحولت عقب اعتقالها الذي دام حوالي الشهر، كرمز لمطالب النساء الإيرانيات.
واستمر العديد من النساء والفتيات الإيرانيات بتقليد موحد التي عرفت بـ “فتاة شارع انقلاب” بطهران، احتجاجاً على فرض الحجاب الإجباري في إيران، بينهن نساء محجبات أيضاً، تأييداً لهذه الحركة التي ما زالت مستمرة بأشكال مختلفة وأخذت صدى عالمياً، حيث اعتقلت السلطات العشرات من النساء وسجنتهن لهذا السبب.
وكان تقرير لمركز البحوث التابع للبرلمان الإيراني نشر أواخر يوليو الماضي، بعنوان “العوامل المؤثرة في تنفيذ سياسات الحجاب والحلول الرائدة”، كشف أن الاستطلاعات تشير إلى أن 35% من الإيرانيين يؤمنون بالحجاب فقط، وأن الناس لم يعودوا يكترثون للظاهرة التي يصفها المتشددون بـ”الحجاب الجزئي” المنتشر في البلاد أي اكتفاء أغلب الفتيات والنساء بارتداء المانتو والبنطال وتغطية جزء من شعر الرأس فقط، وعدم ارتداء الشادور (العباءة).
وأكد التقرير الانخفاض الكبير في عدد المقتنعين بالحجاب، وزيادة المعارضة الشعبية لتدخل الحكومة في قضية الحجاب، وفشل الهيئات الدينية والحكومية والجهات الأمنية في التعامل مع ما يوصف بـ”السفور” أو “سوء التحجب” من قبل المتشددين، وانتشار ظاهرة “الحجاب الجزئي” في المجتمع الإيراني.