بعد أن أججت سفينة “أكواريوس” الإغاثية مؤخرا الخلاف الأوروبي حول استقبال المهاجرين، تغيب اليوم سفن الإنقاذ كليا عن منطقة البحث والإنقاذ في البحر المتوسط. فما هي السفن التي تعمل على إنقاذ المهاجرين؟ وأين تتواجد حاليا؟
غرق أكثر من 700 مهاجر خلال الشهرين الماضيين أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط إلى أوروبا، في الوقت الذي تغيب فيه معظم سفن الإنقاذ عن المشهد. فالعديد من السفن التابعة لمنظمات إنسانية محتجزة في مالطا وإيطاليا، وأخرى أوقفت نشاطاتها خوفا على حياة طاقم عملها إثر “تهديدات” واتهامات وجهت لها بالتعامل مع مهربي البشر.
ومع تشديد السلطات الليبية الرقابة على مياهها الإقليمية وموقف إيطاليا المتشدد تجاه استقبال اللاجئين، تواجه سفن الإغاثة صعوبات عديدة في تنفيذ عمليات الإنقاذ في البحر المتوسط التي أشعلت الخلاف الأوروبي حيال التعامل مع ملف المهاجرين.
#البحث و #الإنقاذ: تمكّن مركب البحث والإنقاذ "#أكواريوس"، والذي تعتمده منظّمة إس أو إس ميديتراني وتديره بالشراكة مع منظّمة #أطباء_بلا_حدود، من إنقاذ 141 شخصاً يوم الجمعة من وسط #البحر الأبيض #المتوسّط استجابةً للأزمة الإنسانية المستمرّة.https://t.co/Du9cZa2wm0
— منظمة أطباء بلا حدود (@msf_arabic) August 12, 2018
تطالب منظّمة إس أو إس ميديتراني ومنظّمة أطباء بلا حدود الحكومات الأوروبية وسلطات الإنقاذ البحريّ المعنية بالاعتراف بخطورة الأزمة الإنسانية في البحر الأبيض المتوسط، وإتاحة الوصول السريع إلى أقرب مكانٍ آمن، وتسهيل- بدلاً من عرقلة- المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة. pic.twitter.com/pz44tFXxNF
— منظمة أطباء بلا حدود (@msf_arabic) August 12, 2018
قائمة توضح وضع سفن المنظمات المعنية بإنقاذ المهاجرين من الغرق:
السفن الإنسانية التي تعمل على إنقاذ المهاجرين في المتوسط
“أكواريوس”، حاليا في طريقها إلى مالطا لإنزال 141 مهاجرا أنقذتهم الجمعة وبقيت عالقة في البحر لعدة أيام بانتظار الحصول على موافقة لدخول مرفأ آمن.
“أوبن أرمز”، أنقذت مؤخرا 87 مهاجرا ورست في ميناء الجزيرة الخضراء جنوب إسبانيا. وتتوجه حاليا إلى منطقة البحث والإنقاذ قبالة السواحل الليبية ومن المتوقع أن تكون قادرة على تنفيذ عمليات إنقاذ خلال الأيام القادمة.
السفن العالقة والمتوقفة عن عمليات الإنقاذ
“لايف لاين” و”سي ووتش 3″ و”سي آي”، عالقة حاليا في مالطا التي منعتها من المغادرة بسبب “إجراءات إدارية”. وكانت “سي ووتش 3” قد طلبت إذن مغادرة الميناء لأعمال صيانة، إلا أن السلطات رفضت ذلك وقالت إن وضع السفينة “قيد المراجعة”.
وتحتجز إيطاليا سفينة “يوفنتا” التابعة لمنظمة “جوجند ريتيت” الألمانية، على خلفية اتهامات طاقم السفينة بالضلوع بعمليات تهريب البشر.
وقد أعلنت المنظمات غير الحكومية المعنية بإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط وقف أنشطتها إثر إعلان الحكومة الليبية في أغسطس/ آب 2017 تأكيد حقها في منطقة البحث والإنقاذ التي تبلغ 12 ميلا بحريا على طول الساحل الليبي.
وعلقت منظمة أطباء بلا حدود في تشرين الأول/أكتوبر 2017 نشاطات سفينتها “برودانس”، والتي تعد من أكبر سفن إنقاذ المهاجرين في المتوسط. وقالت إن “تنامي التهديدات لعمليات الإنقاذ في البحر المتوسط أجبرتها على وقف أنشطة سفينة برودانس (…) نشعر أن السلوك الذي ينطوي على تهديد من جانب خفر السواحل الليبي خطير للغاية… لا نستطيع تعريض زملائنا للخطر”.
وقالت المنظمة الألمانية “سي آي” في بيان إنها أوقفت أنشطتها بسبب “تهديد علني (من قبل الحكومة الليبية) للمنظمات غير الحكومية”. وصرح مؤسس المنظمة مايكل بوشهيور “لا يمكننا مواصلة عملياتنا الإغاثية في هذه الظروف ولا يمكننا تبريرها أمام طواقمنا”.
واستحدثت ليبيا منطقة بحث وإنقاذ في المياه الإقليمية لمنع “أي سفينة أجنبية”، خصوصا تلك التابعة لمنظمات غير حكومية، من إغاثة مهاجرين إلا بطلب صريح من السلطات الليبية. ورحبت من جهتها، الحكومة الإيطالية بتكثيف مراقبة طرابلس للمياه الليبية، معتبرة أنها “عملية إعادة توازن تجري في المتوسط” للتخفيف من تدفق المهاجرين.
ومنذ الصيف الماضي، تم إيقاف عمليات سفينة “ميندن” التابعة لمنظمة “لايف بوت” وسفينة “غولفو أزورز” التابعة لـ”بروأكتيفا أوبن أرمز” وسفينة “فينكس” التابعة للمحطة البحرية لإغاثة المهاجرين.