أدانت الشبكة العالمية للدفاع عن حرية التعبير والترويج لها “آيفكس” ما وصفته بالحملة العنيفة المستمرة ضد منظمات المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان في مصر، بما فيهم جمال عيد، وعمرو إمام، من الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان (ANHRI)، ومحمد زارع، وبهي الدين حسن، من مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان.
وقالت، في بيان لها، الثلاثاء، إن “الأسابيع الماضية شهدت خطوات متصاعدة بشكل هائل من قبل السلطات المصرية لإغلاق الفضاء المدني، بما في ذلك اعتقال ما يقارب من 2000 محتج – من بينهم متظاهرون سلميون وقادة سياسيون ونشطاء حقوقيون وصحفيون ومحامون – والتي تُوجت باعتداءات واعتقالات ضد زملائنا جمال، عمرو، زارع، وبهي”.
وأوضحت أنه في 10 تشرين الأول/ أكتوبر، تعرض المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان جمال عيد للاعتداء في الشارع بعنف، وضُرب بكعب مسدس، بينما كان يحاول مقاومة سرقة كمبيوتره المحمول وحقيبته اليدوية، وقد سُرق هاتفه في تلك الحادثة.
ويفيد عيد بعد ذلك بأن “أفرادا ظهروا في الموقع واقتربوا منه بزعم أنهم قوات أمن محلية، وطلبوا منه مرافقتهم إلى قسم الشرطة المحلي، لكي يتمكن من عمل البلاغ، لكنهم أنزلوه فجأة في شارع مجاور وطلبوا منه أن يتجه إلى مركز الشرطة، حيث سيلتقونه في وقت لاحق”.
وأضاف البيان:” عندما وصل عيد إلى القسم، اتضح أن الأفراد لم يكونوا على صلة بأي شكل من الأشكال بقوات الشرطة المحلية، وأنهم أقنعوه بالدخول إلى مركبتهم تحت ادعاءات كاذبة. وقد نتج عن الاعتداء البدني العنيف الذي تعرض له كسر في الضلوع والكتف”.
وتابع:” بعد ستة أيام، اعتَقلت قوات الشرطة زميلنا عمرو إمام، وهو محام يعمل مع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان واختطفته من منزله فجرا، ثم ظهر في نيابة أمن الدولة كمتهم باتهامات واهية. وقد حدث ذلك بعد أيام قليلة من اعتقال واختطاف الصحفية البارزة والمدافعة عن حقوق الإنسان إسراء عبد الفتاح، والتي اختطفت عُنوة يوم السبت قبل الماضي، وتعرضت للضرب أثناء الاحتجاز”.
اقرأ أيضا: تفتيش وسحل وخلع للحجاب.. هكذا يتعامل الأمن مع المصريات
وأردف:” كما تجاهلت السلطات المصرية التحريض على قتل مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان CIHRS بهي الدين حسن، والذي حرض عليه مذيع تلفزيوني؛ كما رُفعت مؤخرا دعوى لتجريده من الجنسية المصرية. وفي المزيد من المضايقات التي يتعرض لها أعضاء المنظمة، جمَّدت السلطات المصرية أصول محمد زارع مدير برامج CIHRS الحائز على جائزة مارتن إنالز في حزيران/ يونيو من هذا العام”.
من جهتها، قالت المديرة التنفيذية لآيفكس آني جايم: “كلنا في آيفكس نود أن نعرب عن قلقنا العميق وتضامننا مع زملائنا جمال، وعمرو، وزارع، وبهي في أعقاب هذه الحوادث المثيرة للجزع الشديد”.
وأشارت إلى أن “التصعيد الأخير للقمع في الحملة التي تشنها مصر ضد المدافعين عن حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني يمثل تراجعا جديدا، إذ أنها تهدف بوضوح إلى إغلاق المجال المدني وخنق الأصوات المنتقدة”.
ودعت آني جايم السلطات المصرية إلى “إنهاء هذه الحملة العنيفة، ووقف الهجمات والاعتقالات، والمضايقات القضائية الموجهة ضد زملائنا جمال، وعمرو، وزارع، وبهي، وإسقاط جميع التهم الموجهة إليهم فورا ودون شروط”.
يُذكر أن “آيفكس” هي شبكة عالمية تضم أكثر من مئة منظمة مكرَّسة لتعزيز حرية التعبير والمعلومات والدفاع عنها.