أخبار الشرق الأوسطالعالمسياسة

محمد علي يكشف عن ترف كبير تعيشه عائلة السيسي، و هوس الإنفاق

ونشر موقع Middle East Eye البريطاني، الجزء الثاني من المقابلة التي أجراها مع المقاول المصري، وهو أول لقاء صحفي يجريه علي منذ خروجه من مصر، ودعوته إلى الخروج في مظاهرات للإطاحة بالسيسي. 

منزل بـ 9.5 مليون دولار

وقال علي إنه عندما اندلعت أحداث الاتحادية في 5 ديسبمر/كانون الأول، حيث شهدت القاهرة اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس محمد مرسي قُتل فيها 11 شخصاً، كان السيسي وأسرته يتجولون في قصرهم الجديد في حي الحلمية بالقاهرة، والذي تم بناؤه حديثاً، وبلغت تكلفته ملايين الدولارات. 

وأشار علي إلى أنه على الرغم من أن الناس كانوا يموتون في الاتحادية، ولا يجدون الوقود أو الطعام، فإن جولة السيسي وعائلته في القصر استمرّت. 

وكانت المرة الأولى التي سمع فيها علي بالسيسي، عندما اختارت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة شركته لبناء فيلا جديدة لعائلته في منطقة الحلمية في العاصمة المصرية القاهرة. 

وكان السيسي قد تقلّد منصب وزير الدفاع في أغسطس/آب 2012، ليحل بذلك محل المشير محمد حسين طنطاوي، وبحسب قول علي، فإن طنطاوي كان يعيش في نفس المنزل الذي عاش فيه الجنرال المصري الراحل عبدالحكيم عامر، الذي قاد جيش مصر خلال حرب عام 1967. 

وبحسب قول علي للموقع البريطاني، فإن السيسي عندما تقلد منصب وزير الدفاع، رفضت زوجته انتصار العيش في نفس المنزل، ولذلك أمر السيسي بعمليات هدم، وبناء منزل جديد بدلاً منه.

وقال المقاول المصري، إنه في البداية كان من المقرر أن تبلغ التكلفة التي دفعها الجيش 25 مليون جنيه مصري (3.9 مليون دولار)، ثم قفزت النفقات إلى 60 مليوناً (9.5 مليون دولار) بعد تعديلات طلبتها زوجة السيسي. 

إنفاق كبير للأموال

ووفقاً لعلي أيضاً فإن السيسي كان يأتي لمشاهدة المنزل كل بضعة أيام، بما في ذلك مساء يوم ديسمبر الدامي في الاتحادية، وقال علي إنه بدأ له أن عائلة السيسي غير مهتمة بالأزمات السياسية والاقتصادية التي تحدث حولهم. 

وأضاف أنه بينما كان الناس يقتلون بعضهم بعضاً كان السيسي مهتماً جداً بالمنزل وتفاصيله، وما يحتويه من بركة سباحة، والغرف في الجناح الرئيسي للمنزل، بالإضافة إلى الغرف المُخصصة لأولاده. 

وبحسب علي أيضاً فإن السيسي كان يتجول مع زوجته انتصار وبقية أفراد العائلة في أرجاء المنزل، والتحقق من غرفهم، وحمام السباحة، والجاكوزي، وكيف سيبدو المطبخ الجديد. 

وأكد علي بأن لدى زوجة السيسي وأولادها شغفاً كبيراً بالإنفاق «إلى حد لا يمكن تخيله»، بحسب تعبيره، وأضاف قائلاً إن انتصار ترى نفسها أنها «ملكة الكون»، وقال أيضاً إن «لها ولأولادها ميزانية خاصة من الدولة».

ويشغل أبناء السيسي مناصب عليا في الدولة، ويمارسون سلطة كبيرة، فالابن الأكبر يرأس مديرية المخابرات العامة، والآخر في هيئة الرقابة الإدارية، بحسب علي.

وكانت الفيديوهات التي نشرها علي، والتي كشف فيها أسراراً عن فساد كبير في الجيش، وإهدار للمال العام من قبل الجيش ولمشاريع طلبها السيسي، سبباً في خروج احتجاجات نادرة ضد الرئيس المصري لأول مرة منذ وصوله إلى السلطة قبل 6 سنوات، عقب قيادته انقلاباً على الرئيس السابق الراحل محمد مرسي. 

وعلى مدار جُمعتين متتاليتين 20 و27 سبتمبر/أيلول، اندلعت احتجاجات في أنحاء مصر، كانت التحدي الأبرز لحكم السيسي المستمر منذ سنوات.

وتصدّت السلطات لتلك الاحتجاجات بحملة قمع جديدة للمعارضة، شملت اعتقال 3 آلاف شخص على الأقل، بما في ذلك نشطاء وصحفيون ومحامون بارزون.

وكان أحد أبرز الأمور التي كشف عنها علي هو مبنى كبير يحوي جيشا الكترونيا يتبع السيسي، ومهمته الخاصة مراقبة شبكات التواصل الاجتماعي في مصر، والتفاعل مع المنشورات التي يظهر فيها السيسي، والتعليق عليها إيجابا

وذكر الموقع في تقريره أن محمد علي أثناء هذا اللقاء أكد أنه ينشط بشكل مستقل، ولا ينتمي إلى أي جماعة أو منظمة، أو فصيل معارض داخل الجيش المصري، ولو كان ذلك صحيحا، لتمكن من الإطاحة بالرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأشار الموقع إلى أن المصريين يعانون في الوقت الحالي من الصعوبات الاقتصادية، ووطأة الإجراءات التقشفية التي فرضتها الحكومة، ولذلك فإن الأسرار التي كشفها محمد علي حول القصور الفاخرة التي بناها السيسي باستخدام المال العام، أدت لاندلاع موجة من الغضب والمظاهرات.

ونوه الموقع إلى أن لقاءه مع محمد علي، هو الأول من نوعه الذي يجريه هذا المعارض مع أي وسيلة إعلامية مصرية أو أجنبية، منذ أن أصبح أبرز ناقدي عبد الفتاح السيسي، وسيتم عرض محتوى هذا اللقاء خلال الأيام القليلة المقبلة.

وقد ذكر محمد علي أن السلطات المصرية حاولت استدراجه إلى السفارة المصرية في مدريد، منذ ظهور أول فيديو له، حيث يقول: “لقد قالوا لي إن المسؤولين منزعجون مما حصل لك، وأنت رجل محترم، أنت وابنك، أنت عزيز علينا، تعال إلى السفارة ولنجلس، إلا أنني رفضت ذلك.”

وتساءل الموقع حول إمكانية أن يتعرض محمد علي إلى نفس مصير الصحفي جمال خاشقجي، الذي تم اغتياله في القنصلية السعودية في إسطنبول خلال العام الماضي، إلا أنه رد بالقول: “لا أعتقد أن هذا كان سيحدث لي، ولكن الله وحده يعلم بالطبع، أنا فقط أقدم تحليلات”.

وأكد محمد علي أنه اضطر لمغادرة مصر ولعب دور المبلغ عن فساد النظام المصري، بعد أن فشل النظام في تسديد مستحقات شركة المقاولات التي يملكها، وبعد ذلك أصبحت تلك الأموال تستخدم كطعم لإقناعه بالعودة إلى بلده.

حيث يقول محمد علي في هذا اللقاء: “لقد وعدوني بأنهم سوف يعطوني أموالي وأكثر منها، وقالوا لي إهدأ لا تنشر المزيد من مقاطع الفيديو ولا تتكلم.” إلا أن محاولات إسكاته لم تقتصر على الرشوة، بل أيضا وصلت إلى التهديد بالقتل، حيث يقول: “لقد تلقيت كما مهولا من التهديدات، كانوا يقولون لي: “نعرف أين أنت وسوف نجدك في يوم من الأيام.”

وذكر عن محمد علي تأكيده أنه لا يتمتع بأي دعم يذكر في صفوف الأجهزة الأمنية، إلا أنه يحظى بتعاطف صغار الضباط في الجيش، حيث يقول: “إن الضباط الصغار الذين لا يمتلكون سلطة القرار، ولا يمكنهم حل هذه الوضعية، متضامنون معي.”

وأضاف محمد علي أن هؤلاء ناقشوا معه خلافه المالي مع النظام، وعبروا عن امتعاضهم من إدارة السيسي للبلاد، إلا أنهم لا يمكنهم التكلم حول هذا الأمر، وإلا سيتم إرسالهم إلى المحكمة العسكرية.

وأضاف محمد علي: “في البداية عندما كنت في مصر، كان هؤلاء الضباط يعبرون عن أملهم في أن يختفي السيسي، ولكن لا حيلة لهم. وعندما جئت إلى إسبانيا أصبح هؤلاء الضباط يشتكون من السيسي ويصفونه بعبارات مهينة.”

وذكر محمد علي أن المتعاطفين معه في الجيش وجهوا له رسائل، بعد صدور أول مقطع فيديو له ينتقد فيه السيسي، ولكن عندما بدأ النظام في اعتقال الناس اختفى هؤلاء المتعاطفون.

ونقل الموقع عن محمد علي تأكيده أن أحد مشروعات البناء التي عمل عليها، تمثلت في مبنى مؤلف من عدة طوابق، تستخدمه المخابرات العامة المصرية كمقر لجيش السيسي الإلكتروني.

وأوضح محمد علي أن دور هذا الجيش هو مراقبة شبكات التواصل الاجتماعي، ومن جملة مهامه هنالك ضغط زر الإعجاب على مقاطع الفيديو التي يظهر فيها السيسي، والتعليق عليها.

وأضاف محمد علي: “أحيانا ينتابني الضحك لأنني بنيت هذا المكان لهم، والآن يستخدمونه ضدي. كلما نشرت أي شيء، يبدؤون بالتعليق عليه بشكل فوري.” ويعتقد هذا المعارض أن المئات من الموظفين يعملون في هذا المبنى، بعضهم من الضباط ولكن أغلبهم من المدنيين.

وأشار الموقع إلى أن محمد علي يرفض الإعتذار عن عمله السابق مع الجيش، لأنه لم يكن على علم بمدى تورط الفساد في صفوفه، خلال السنوات الأولى من عمله. ولكن بعد أن شرع في العمل مع الجيش، بدأ يكتشف تدريجيا حجم الفساد المستشري فيه، والصفقات التي تتم تحت الطاولة، إلى أن وصل إلى أعلى هرم الفساد عندما شرع في بناء قصور السيسي، حينها فهم الصورة الكبرى وكيفية اتخاذ القرارات في القيادة المصرية.

وفي الختام، ذكر الموقع أن محمد علي وجه رسالة مباشرة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان قد وصف السيسي بأنه دكتاتوره المفضل يقول له فيها: “إذا كنت مستعدا للالتقاء بقاتل ودكتاتور، ولا تهتم بمن هو، كل ما يهمك هو الحصول على المال، ربما نحتاج لجمع بعض الأموال، بعد ذلك يمكننا أن نطلب منك عزل السيسي من أجلنا.”

How useful was this post?

Click on a star to rate it!

Average rating 0 / 5. Vote count: 0

No votes so far! Be the first to rate this post.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى