قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن «قبائل بلاد الغال تقاوم التغيير»، في تصريح جديد أثار الخميس 30 أغسطس/آب 2018، ردودَ فعل غاضبة إزاء هذا الوصف «الكاريكاتوري» لشعب فرنسا ، من رئيسه الذي يعتبر نفسه «إصلاحياً».
وكان ماكرون عبَّر الأربعاء 29 أغسطس/آب، في كوبنهاغن عن إعجابه بـ»المرونة» (في طرد العمال وتأمينهم) على الطريقة الدنماركية، التي اعتبر أنه لا يمكن تفعيلها في فرنسا بسبب فوارق ثقافية.
وقال ماكرون الذي كثيراً ما تصطدم رغبته في «تغيير» فرنسا بجمود مفترض لدى الفرنسيين: «هذا الشعب (الدنماركي) اللوثري الذي عاش تحولات السنوات الأخيرة، ليس تماماً مثل (قبائل) الغال المقاومة للتغيير».
تصريحات إيمانويل ماكون تبعتها مواقف غاضبة
وقال رئيس حزب الجمهوريين (يمين) لوران فوكييز، الخميس: «ليس من المقبول سماع رئيس للجمهورية الفرنسية يصور بشكل كاريكاتوري الفرنسيين وهو في الخارج».
وازاء الجدل، أكد ماكرون أن الأمر لا يعدو أن يكون «دعابة»، مؤكداً «حبه» لـ «قبائل بلاد الغال»، في إشارة إلى السكان الذين كانوا يعيشون في فرنسا الحالية قبل وصول الرومان، ويفترض أن هذه القبائل هم أجداد الفرنسيين.
وأضاف ماكرون: «إن قول الأشياء والحقيقة لا يندرج في باب التحقير، لسنا بلداً تقوم ثقافته على التوافق والتعديل خطوة خطوة»، لكن هذه التصريحات لم تُنه الجدل.
ورأى اليمين المتطرف في هذه التصريحات «المتعالية» ما وصفه بـ «عملية إلهاء، لجعل الناس تنسى الصعوبات» التي يواجهها رئيس الدولة، بحسب نيكولا باي، عضو المكتب التنفيذي للتجمع القومي (الجبهة الوطنية سابقاً)، مشيراً إلى استقالة وزير البيئة نيكولا هيلو، وقضية موظف الرئاسة الكسندر بينالا.
كما وصف اليسار المتشدد تصريحات الرئيس بأنها «مقيتة جداً لشعبه، لكنها أيضاً تنطوي على جهل بشأن قبائل الغال التي كانت مبدعة»، بحسب الكسيس كوربيير، النائب عن حزب فرنسا المتمردة.
وليست هذه هي المرة الأولى التي ينتقد فيها إيمانويل ماكرون مواطنيه، إذ سبق أن قال خلال زيارته لرومانيا العام الماضي، إنه من الضروري توضيح أهمية الإصلاحات للشعب الفرنسي لأنه لا يحبها. وقال ماكرون، في تصريحٍ أثار الجدل في الصحافة الفرنسية، على هامش زيارة يقوم بها لرومانيا إن «الشعب الفرنسي لا يحب الإصلاحات ويجب أن تُشرح له أهمية هذه الإصلاحات»