أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، يوم الخميس 17 ديسمبر/كانون الأول، قال فيها إن مدينة القدس ستظل بأكملها تحت السيطرة الإسرائيلية، لكن إسرائيل ستترك مساحة لعاصمة فلسطينية، كاشفاً النقاب عن قيامه بزيارات عديدة سرية إلى معظم الدول العربية في مهام عسكرية، متمنياً أن أن يزورها علناً.
يُذكر أن غانتس هو أيضاً رئيس الوزراء المناوب في ظل حكومة وحدة مع رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، ومن المقرر أن يتبادل معه الأدوار في نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
تصريحات غانتس للصحيفة السعودية
وقال غانتس لصحيفة “الشرق الأوسط” إن “القدس يجب أن تبقى موحدة [تحت السيطرة الإسرائيلية] ولكن بداخلها مكان لعاصمة فلسطينية”.
غانتس وفي معرض توضيحه لرؤيته، يقول للصحيفة السعودية: “يريد الفلسطينيون ويستحقون كياناً يمكنهم العيش فيه على نحو مستقل… دولة أو إمبراطورية، يمكنهم أن يطلقوا عليها ما يريدون. من حقهم أن يشعروا بالاستقلال وأن يكون لديهم عاصمة”.
كما كشف غانتس عن سفره سراً إلى معظم الدول العربية في مهام عسكرية أثناء خدمته في الجيش الإسرائيلي، وأنه كان ضمن الفريق الأمني المكلف بحماية موكب الرئيس المصري الأسبق أنور السادات عندما زار تل أبيب في عام 1977.
ويضيف غانتس: “لقد زرت كل الدول العربية، لكن سراً، لأداء مهمات عسكرية. الآن، آمل بشدة في زيارتها علناً بطريقة رسمية وودية وسلمية”.
إضافة إلى ذلك، كرر غانتس الادعاءات الإسرائيلية بضرورة فرض إسرائيل سيطرتها على غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة.
على هذا النحو، قال غانتس: “إسرائيل بحاجة إلى غور الأردن لاحتياجاتها الدفاعية، لكن ليس من الضروري أن تصل المنطقة [المضمومة] إلى 30% من مساحته، بل يمكن تقليصها كثيراً”.
يذكر أن إسرائيل كانت لديها خطط مؤجلة منذ يوليو/تموز الماضي لضم ما يقرب من ثلث الضفة الغربية المحتلة، التي تشمل غور الأردن، وهي منطقة استراتيجية غنية بالمياه والمعادن على طول الحدود مع الأردن.
كما أوضح غانتس أن إسرائيل تريد أن يكون هناك “كيان فلسطيني” يتمتع بتواصل “جغرافي مناسب” يجعل من الممكن العيش بداخله براحة دون عوائق أو حواجز، لكنه أضاف: “إن ما نشدد عليه هو الأمن. نحن بحاجة إلى نقاط مراقبة استراتيجية للأمن”.
ودعا غانتس رئيسَ السلطة الفلسطينية محمود عباس للانضمام إلى “طريق السلام” الذي مهدته بعض الدول العربية باتفاقيات التطبيع.
نتنياهو أبقى غانتس بعيداً عن خطط التطبيع
يذكر أنه على الرغم من كون غانتس جزءاً من الحكومة نفسها، فقد أفادت التقارير بأن نتنياهو كان قد أبقى غانتس على غير اطلاع بشأن صفقة التطبيع التي أبرمها مع الإمارات في أغسطس/آب الماضي.
وقال غانتس وقتها إنه علم بإقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع الدولة الخليجية من خلال تقارير إعلامية، وكان البيت الأبيض -وليس حكومته- من أبلغه الأسبوع الماضي بشأن اتفاق التطبيع بين إسرائيل والمغرب.
في نوفمبر/تشرين الثاني، ورد أن نتنياهو التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزيرَ الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، على الأراضي السعودية بالقرب من البحر الأحمر. غير أن نتنياهو مرة أخرى أبقى غانتس ومسؤولي وزارة خارجيته على غير معرفة بهذا الاجتماع.
مع ذلك، أعرب غانتس عن آراء إيجابية حيال التطبيع، قائلاً: “إن المسار الذي سلكه العالم العربي يمثل فرصة هائلة وحقيقية. نأمل حقاً في التوصل إلى اتفاق معهم، وأعتقد تمام الاعتقاد أنه بدونهم لا يمكن أن يكون هناك سلام شامل وكامل”.