أغلقت الشرطة المصرية، اليوم الجمعة، طرقاً رئيسياً تؤدي إلى ميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة، تحسباً لوصول مظاهرات إليه، تنادي برحيل الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي قال في تصريح صباح اليوم إنه «لا داعي للقلق».
وأظهرت خرائط تطبيق جوجل كيف تحوّلت مدينة القاهرة إلى ما يشبه «ثكنة عسكرية»، ونشر مصريون على موقع تويتر صوراً تُظهر الطرقات التي أغلقتها الشرطة والأمن لمنع المتظاهرين من الوصول إليها.
وتُظهر الصور إغلاق «كوبري 6 أكتوبر، وكوبري قصر النيل»، فضلاً عن إغلاق محطات المترو في نطاق واسع من العاصمة المصرية.
وتريد السلطات إبعاد المتظاهرين بشكل رئيسي عن ميدان التحرير، الذي مثّل أيقونة ثورة يناير/كانون الثاني التي أطاحت بحكم الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، عام 2011، وتتواجد الشرطة بكثافة حول الميدان وفي بعض التقاطعات بوسط المدينة.
وقالت وكالة رويترز إن قوات الأمن زادت من وجودها في الميادين الرئيسية بالمدن الكبرى، وتفحص الهواتف المحمولة بحثاً عن محتوى سياسي.
https://twitter.com/MajlesWomah/status/1177560511510134784?s=20
وقالت الداخلية المصرية، الجمعة، في بيان إنها » بمناسبة بدء العام الدراسى الجديد سوف تستمر في التواجد الأمنى المُكثف بقوات الشرطة بمحيط المدارس والمعاهد والجامعات بالشوارع والميادين الرئيسية لبسط الأمن والنظام».
ويأتي هذا التشديد الأمني الكثيف، في وقت دعا فيه السيسي، الجمعة، المصريين إلى عدم القلق من أي دعوات داخل البلاد للاحتجاج ضده.
وجاء ذلك في تصريحات متلفزة أدلى بها السيسي لفضائية مصرية خاصة ونقلتها صفحته الرسمية عبر «فيسبوك»، عقب وصوله إلى مطار القاهرة بعد مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك على مدار أسبوع.
السيسي يلمح لـ»التفويض»
وقال السيسي موجهاً حديثه لحشد من أنصاره كان في استقباله بالمطار: «ما الذي أيقظكم مبكراً؟ لابد أن تعرفوا أن الشعب المصري أصبح واعياً جداً، ومدرك أن هناك صوراً مزيفة عن الواقع، عملت من قبل ولم تنجح، فلا تقلقوا من شيء (..) مصر زي الفل».
وتابع: «شايفكم (أراكم) تسمعوا كلامهم (يقصد الدعوة الاحتجاجات) والوضع غير ذلك وعبارة عن كذب وافتراء وكتائب إلكترونية وإعلام يشتغل، البلد جامدة (قوية) قوية بكم».
وأشار إلى إمكانية طلبه «تفويضاً» من الشعب للنزول تأييداً له على غرار دعوته في 2013 حين كان وزيراً للدفاع بالتزامن مع الإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي.
وخرجت مظاهرات اليوم في مدن مصرية عدة عقب صلاة الجمعة، ونادى المحتجون بهتافات ضد السيسي، فيما هاجمت قوات من الأمن المصري مظاهرة في الجيزة واعتقلت محتجين، وفقاً لما ذكره موقع «الجزيرة.نت».
وتأتي هذه التظاهرات بعد دعوة أطلقها رجل الأعمال والفنان المصري، محمد علي، للخروج في مليونية ضد السيسي.
وأعلن اتحاد كرة القدم في مصر، عبر بيان بصفحته في فيسبوك، إلغاء مباراة كرة قدم كانت مقررة اليوم بين إف سي مصر مع أسوان باستاد الكلية الحربية (شرقي القاهرة)، معللاً ذلك بالقول «لدواعٍ أمنية»، على أن تلعب السبت.
وفي مقابل تقديرات حقوقية بأن عدد الموقوفين منذ مظاهرات الجمعة الماضي يتجاوز الألفين، أعلنت النيابة، مساء الخميس، استجواب نحو 1000 مشارك في «التحريض على التظاهر بالميادين والطرق العامة بـ 5 محافظات مؤخراً».
كما حذرت واشنطن رعاياها من التواجد بمناطق الاحتجاجات، وفق تنبيه نشرته السفارة الأمريكية بالقاهرة مساء الخميس.