الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالجن خلق من خلق الله منهم المسلمون، ومنهم القاسطون والصالحون، والفاسدون قال تعالى حكاية عنهم وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون وقال تعالى وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قدداً وروى ابن حبان والحاكم من حديث أبي ثعلبة الخشني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجن على ثلاثة أصناف، صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وصنف حيات وعفاريت وصنف يحلون ويظعنون صححه الألباني، وهناك قسم ورد النهي عن قتلهم وهي عوامر البيوت، ففي الصحيحين أن ابن عمر كان يقتل الحيات كلها حتى حدثه أبو لبابة البدري أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل جنان البيوت فأمسك عنها.
والجنان جمع جان وهي الحية الصغيرة. وروى مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بالمدينة جناً قد أسلموا، فإذا رأيتم منهم شيئاً فآذنوه ثلاثة أيام فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان” وفي رواية عند مسلم من حديث أبي سعيد مرفوعاً إن لهذه البيوت عوامر وذكر الحديث وقد أعطاهم الله عز وجل قدرة على التشكل بأشكال مختلفة، منها التشكل في صورة إنسان كما في صحيح البخاري عند ما جاء الشيطان لأبي هريرة في صورة رجل فقير وأخذ يحثو من طعام الصدقة، ومنها التشكل في صورة حيوان كالكلب الأسود كما ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الكلب الأسود شيطان قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الكلب الأسود شيطان الكلاب والجن تتصور بصورته كثيراً وكذلك صورة القط الأسود، لأن السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره وفيه قوة الحرارة. أهـ.
والله أعلم