قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، الأربعاء 16 أكتوبر/ تشرين الأول، إن اجتماع الزعماء الديمقراطيين مع الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض جرى اختصاره بعدما «انفجر ترامب غضبا»، جراء تصويت المجلس بأغلبية ساحقة لصالح قرار يندد بانسحابه من سوريا.
وقالت بيلوسي للصحفيين: «أعتقد أن التصويت- حجم التصويت ومعارضة أكثر من اثنين إلى واحد من الجمهوريين ما فعله الرئيس- أثر على الرئيس على الأرجح لأن ذلك أصابه بصدمة»، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
وأضافت أنه «لهذا لم نتمكن من مواصلة الاجتماع لأنه انفصل عن واقعه»، وفق قولها، وبنبرة ساخرة، قالت بيلوسي: «سأصلي من أجل صحة ترامب عقب انفجاره غضبا» في اجتماع البيت الأبيض».
إدانة من الجميع
ويأتي تصويت مجلس النواب الأميركي بغالبية كبيرة لإدانة قرار ترامب سحب القوات الأميركية من شمال سوريا، في تجسيد رسمي للمواقف الحادة للحزبين الديموقراطي والجمهوري ضد السياسة الخارجية المثيرة للجدل لادارة ترامب، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وهذا القرار المشترك بمثابة أول إدانة للكونغرس لقرار ترامب، الذي اعتبر معارضون أنه منح الضوء الأخضر لبدء تركيا عملية عسكرية في شمال سوريا، لكن ترامب نفى في وقت سابق اليوم الأربعاء أن يكون قد «أعطى ضوءً أخضر لتركيا».
وتقول تركيا إن الهدف من هذه العملية العسكرية التي تخوضها مع فصائل من المعارضة السورية، في شمال سوريا، هو طرد قوات وحدات «حماية الشعب» الكردية من المنطقة الحدودية، حيث تعتبر أنقرة هذه القوات امتداداً لقوات حزب العمال الكردستاني المُصنف على لوائح الإرهاب لدى أمريكا، وتركيا، وأوروبا.
وينص قرار النواب الأمريكي، على أن مجلس النواب «يعارض قرار إنهاء بعض جهود الولايات المتحدة لمنع العمليات العسكرية التركية ضد القوات الكردية السورية في شمال شرق سوريا»، ودعا القرار تركيا لإيقاف العملية العسكرية.
تركيا ستواصل العملية العسكرية
وردّت تركيا في وقت سابق، الأربعاء، على التهديدات والعقوبات الأمريكية، والمطالب بإيقاف العملية العسكرية، حيث قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إن «التهديدات بفرض العقوبات والإدانات لن تثنينا عن قضيتنا المحقة»، وأضاف أن عملية «نبع السلام ستستمر بلا هوادة حتى تحقيق أهدافها».
وأشار قالن كذلك إلى أن وزارة الخارجية التركية تجهز رداً على العقوبات الأمريكية التي فرضها ترامب على أنقرة بسبب العملية العسكرية.
وأعلنت واشنطن يوم الأحد الماضي على نحو مفاجئ سحب قواتها المتبقية وقوامها ألف جندي من شمال وشمال شرق سوريا، والتي قاتلت إلى جانب القوات الكردية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) منذ 2014.
وقال ترامب إن القوات الأمريكية ستبقى بأعداد صغيرة في التنف جنوب سوريا «لمواصلة القضاء على فلول الدولة الإسلامية». لكن قاعدة التنف لن تفعل شيئاً يذكر لدعم العمليات في أماكن أخرى من البلاد.
ترامب يستخف بحلفائه
وقبل وقت قصير من تصويت النواب بأغلبية 354 صوتا مقابل 60 صوتا على تمرير القرار غير الملزم، استخف ترامب بالحلفاء الأكراد الذين تخلى عنهم بمواجهة الهجوم التركي، قائلا إنهم «ليسوا ملائكة»، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
وقال ترامب، إن الأكراد في سوريا أطلقوا سراح بعض عناصر تنظيم داعش، من أجل إحراج بلاده، مضيفاً: «حزب العمال يشكل -على الأرجح- تهديداً إرهابياً أكثر من تهديد تنظيم الدولة».
وردّاً على سؤال عما إذا كان استغرب من إطلاق تركيا عملية «نبع السلام» شمال سوريا، أجاب ترامب: «قرار (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان لم يفاجئني، لأنه كان يريد تنفيذ ذلك منذ فترة طويلة، وكان يحشد الجنود إلى الحدود مع سوريا منذ فترة طويلة أيضاً».
ومنذ بدء العملية العسكرية التركية دافع ترامب مراراً عن قراره بسحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، وهو ما اعتبره منتقدون له تخلٍ عن القوات الكردية التي دعمتها واشنطن في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
ويوم الأربعاء الماضي، أطلق الجيش التركي، بمشاركة الجيش الوطني السوري عملية «نبع السلام» في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، وتقول أنقرة إن العملية العسكرية تهدف إلى القضاء على «الممر الإرهابي الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، وإنشاء منطقة آمنة لإعادة لاجئين سوريين إليها».