دافعت الإدارة الأمريكية الثلاثاء عن التحالف العربي في اليمن قائلة إن عملياته العسكرية تتوخى الحذر ما أمكن كي لا تستهدف المدنيين. واعتبر وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس أن الطيارين السعوديين والإماراتيين الذين تدربهم الولايات المتحدة الأمريكية يتفادون المواقع والمنشآت المدنية. وتأتي تصريحات ماتيس عقب إعلان الأمم المتحدة أن بعض غارات قوات التحالف العربي في اليمن قد ترقى إلى “جرائم حرب”.
أكد وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس الثلاثاء أن بلاده ستستمر في التعاون مع التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن. ودافع ماتيس عن العمليات العسكرية للتحالف العربي التي قالت الأمم المتحدة، في تقرير أعده خبراء، إنها قد ترقى إلى “جرائم حرب.
وأكدت الولايات المتحدة أنها ماضية في دعمها للتحالف العربي في مواجهة جماعة الحوثيين المدعومين من إيران.
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس خلال مؤتمر صحافي في العاصمة واشنطن “نتعاون مع السعوديين والإماراتيين منذ سنوات عدة، مع قيامنا بكل ما هو ممكن للحد من إمكانية إصابة أو مقتل مدنيين”، مضيفا “لم نواجه ولا مرة واحدة بنوع من اللامبالاة عندما عبرنا عن قلقنا” من طرف التحالف العربي.
“أخطاء مأساوية”
وتابع ماتيس “نعلم أن التدريب الذي قدمناه لهم يعطي نتائجه”، معتبرا أن غارات التحالف التي يؤدي بعضها إلى مقتل العشرات من المدنيين هي “مجرد أخطاء” وصفها بالمأساوية.
وقال الوزير الأمريكي أيضا “شاهدنا طيارين اكتشفوا وهم في الجو أن مهمتهم محفوفة بالمخاطر، فرفضوا إلقاء القنابل بينما سبق أن سمح لهم القيام بذلك (…) كما شاهدنا إجراءات اتخذت لتحديد المناطق” التي توجد فيها مدارس أو مستشفيات.
للمزيد: خبراء أمميون يرجحون احتمال ارتكاب جميع أطراف النزاع اليمني “جرائم حرب”
وتابع ماتيس “نقر بأن أي خطأ هو مأساوي تماما، إلا أننا لم نلاحظ أي ازدراء من قبل الأشخاص الذين نعمل معهم (…) لذلك سنواصل العمل معهم للحد من هذه المأساة”.
ويقدم العسكريون الأمريكيون الخبرات إلى الطيارين السعوديين والإماراتيين لتجنيب المدنيين القصفَ، إلا أن قوات التحالف العربي اتهمت مرارا بارتكاب تجاوزات، خصوصا في ما يتعلق بغارتين قتلتا في الثالث والعشرين من آب/أغسطس 26 طفلا في غرب اليمن.
وأدت غارة أخرى نسبت إلى قوات التحالف العربي في محافظة صعدة في شمال اليمن إلى إصابة حافلة كانت تقل أطفالا ومقتل 40 منهم، ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى المطالبة بفتح “تحقيق مستقل وحيادي” لمعرفة الأسباب التي أدت إلى مثل هذه العمليات.
وختم ماتيس بالقول “نعم نحن نعيد بشكل دائم النظر في الدعم الذي نقدمه، إلا أن أفضل ما يمكن القيام به هو التوصل إلى مفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة”.
واتهمت الأمم المتحدة قوات التحالف العربي بالمسؤولية عن “جرائم حرب” في اليمن، وهو ما اعتبرته دول التحالف رضوخا لضغوط من جماعة الحوثيين. في حين أن الولايات المتحدة تقدم لهذه القوات التدريب والدعم بالوقود بشكل خاص.