كان نيل آرمسترونغ أول من يطأ بقدمه سطح القمر في لحظة تاريخية أحياها الممثل الكندي رايان غوسلينغ في فيلم “الرجل الأول” (فيرست مان) الذي عرض في افتتاح مهرجان البندقية السينمائي، الخميس.
لكن المخرج داميان تشازيل، مخرج فيلم (لا لا لاند) الحائز على جائزة أوسكار، نقل المشاهد إلى أعماق أبعد من هذه اللحظة الملحمية التي قال فيها آرمسترونغ “هذه خطوة واحدة صغيرة لرجل، لكنها قفزة عملاقة للبشرية”، عندما حاول أن يكشف عن شعور المرء حين يترك العالم خلفه وهو يعرف أنه ربما لا يعود.
وتبدأ أحداث الفيلم في عام 1961 والولايات المتحدة تسعى أن تلحق بالاتحاد السوفيتي في سباق الفضاء، وتنتهي مع الهبوط على سطح القمر عام 1969. وبين البداية والنهاية يتناول الفيلم الكثير من الأزمات الشخصية والمهنية.
وقال تشازيل “هذه قصة عالقة بين القمر وحوض المطبخ”.
عند حوض المطبخ تقف جانيت زوجة آرمسترونغ التي تلعب دورها الممثلة كلير فوي، وتقول لصديقتها إنها تزوجت من مهندس طيران “لأني أردت حياة طبيعية”، لكنها وجدت نفسها ترعى أسرة في ظروف غير طبيعية.
وتتعارض بشدة بساطة تفاصيل الحياة الدنيوية مع جسامة مهمة الفضاء.
فآرمسترونج يتلقى نبأ اختياره على رأس فريق مهمة (أبولو 11)، وهو في مرحاض العمل. وحينما يبلغ ابنه بأنه ذاهب إلى القمر، يسأله الابن إن كان بإمكانه أن يلعب في الحديقة.
وفي حين خلب فيلم “الجاذبية” (غرافيتي) الحائز على جائزة أوسكار، الذي عرض في افتتاح المهرجان عام 2013 لب المشاهدين بجمال السباحة في الفضاء فوق الأرض، يحصر (الرجل الأول) المشاهد في كبسولة ضيقة يلقي من داخلها آرمسترونغ بنظرات خاطفة على القمر من آن لآخر بينما يستعد للهبوط، وهي مشاهد تعمد تشازيل أن تكون خانقة ومضطربة.
وقال للصحفيين “الفضاء في الأغلب الأعم هو هذا النوع من الخواء الأسود، وأنت تسافر تبحث عن أشياء أو عن مناطق للهبوط في هذا الاتساع الذي هو في الغالب سديم كامل، ثم علاوة على ذلك أنت في هذا النوع من العلب المعدنية الطائرة”.
والفيلم واحد من 21 فيلما تنافست على جائزة الأسد الذهبي، التي ستقدم في ختام المهرجان يوم الثامن من سبتمبر.