فيما يوشك العد التنازلي لتولي والدها رئاسة الولايات المتحدة على النفاد، باتت الأضواء مسلَّطة على أفراد عائلة الرئيس المنتخب جو بايدن، خاصةً ابنته أشلي التي يطرح البعض تساؤلات عن احتمالية أن تسير على خطى سابقتها إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.
صحيفة The Telegraph البريطانية تطرقت إلى هذه القضية في تقرير لها، نشرته يوم الإثنين 18 يناير/كانون الثاني 2021، لافتة إلى الظهور البارز لأشلي حينما صعدت على المنصة، بعد أن ألقى والدها خطابَ فوزه الانتخابي، وأخذت ترقص وتلوح بذراعيها، في حماسة لا تنقطع، احتفالاً بالفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
من المتوقع أن تكون أشلي بايدن، البالغة من العمر 39 عاماً، ابنة أولى مختلفة تماماً عن سالفتها إيفانكا ترامب.
رغم أنه من غير المحتمل أن يكون لها دور رسمي في إدارة والدها، فإن أشلي بايدن، مثل إيفانكا ترامب، سيكون لها صوت ورأي عند والدها في القضايا التي لها اهتمام شديد بها، خاصةً أنها الابنة الوحيدة لجو وجيل بايدن، وهي الأخت غير الشقيقة لهنتر بايدن والراحل بو بايدن.
تضغط على السياسيين منذ صغرها
حسبما قالت الصحيفة البريطانية، فإن أشلي تدخلت لممارسة الضغوط على السياسيين ذوي النفوذ في وقت مبكر من عمرها. ففي سن التاسعة، جَزِعت من أجل الدلافين التي تعلق في شباك صيد التونة، لذلك ضغطت على والدها، الذي كان عضواً في مجلس الشيوخ الأمريكي آنذاك عن ولاية ديلاوير.
فقد وصل جو بايدن إلى منزله في ويلنغتون آنذاك، ليجد في انتظاره ملصقات ومشروعات بحثية تدعو إلى حماية الدلافين، وفقاً لرواية الأسرة.
لكن أشلي الشابة ذهبت إلى واشنطن؛ للتحدث مع أعضاء الكونغرس بشأن الأمر، وأعدَّ والدها، جنباً إلى جنب مع سيناتور ولاية كاليفورنيا، باربرا بوكسر، مشروعَ قانون معلومات المستهلك لحماية الدلافين لعام 1990.
حياة هادئة بعيدة نسبياً عن دائرة الضوء
فيما أمضت الوالدة، جيل بايدن، حياتها كلها في دائرة الضوء مع زوجها، عاشت أشلي حياة هادئة بولاية ديلاوير.
بينما كانت إيفانكا ترامب تظهر مع والدها في برنامجه The Apprentice، كانت أشلي بايدن تعمل أخصائية اجتماعية بقسم خدمات الأطفال في ديلاوير.
حيث سبق أن وصفت أشلي، في مقابلة أجرتها مع مجلة Glamour، عام 2017، كيف أن التزام عائلة بايدن بالخدمة العامة قد انتقل إليها، لافتة إلى أنَّ شغفها بالخدمة العامة بدأ في سن مبكرة للغاية؛ فوالدها كان موظفاً حكومياً طوال حياته، ووالدتها كانت معلمة بمدرسة عامة، وهذا بمثابة جزء من تكوينها الوراثي، حسبما قالت.
أُلقي القبض عليها لحيازتها الماريجوانا
لكن أشلي التي درست الأنثروبولوجيا الثقافية بجامعة تولين في لويزيانا، وتخرجت بدرجة الماجستير في العمل الاجتماعي بجامعة بنسلفانيا، كان قد أُلقي القبض عليها؛ لحيازتها مخدر الماريغوانا في الجامعة.
بعد ذلك، تولت أشلي بايدن قيادة مركز ديلاوير للعدالة، من عام 2014 إلى عام 2019، وهو مركز يُعنى بالعمل على مواجهة المشكلات المتعلقة بالعدالة الجنائية.
حملات تعزز المشاركة السياسية والاجتماعية للشباب
حيث أطلقت -إبان قيادتها للمركز- حملةً ضد عقوبة الإعدام والتمييز العنصري، وحملات أخرى لتأييد مشروعات تعزز المشاركة السياسية والاجتماعية للشباب.
إذ إن أشلي كرّست جزءاً من حياتها لمنح أولئك الذين يحتاجون صوتاً من الشباب وعائلاتهم في الوصول إلى الموارد والعمل، حيث أطلقت علامة الأزياء “ليفليهود” التي تحمل طابعاً خيرياً خلال أسبوع الموضة في نيويورك عام 2017، وتعاونت مع موقع Gilt Groupe عبر الإنترنت، لجمع الأموال لبرامج المجتمع التي تركز على القضاء على عدم المساواة في الدخل بالولايات المتحدة.
جو بايدن حينها احتفى بجهود ابنته، مُعبّراً عن افتخاره الكبير بابنته، التي قال إنها تحاول تغيير العالم إلى الأفضل منذ أن كانت في الثالثة من عمرها، على حد قوله.
عبّرت أشلي أكثر من مرة، عن انتقادها زيادة معدلات الفقر، وسبق أن صرّحت لمجلة Delaware Today بأن ما يشهده الأطفال الآن ليس الحلم الأمريكي، بل هو ما وصفته بالتمييز وحياة الحد الأدنى والعيش على الحافة.
بينما أطلقت إيفانكا ترامب علامة مجوهرات في عام 2007، وسرعان ما تبعتها علامة الأزياء التي تحمل اسمها، ورغم أن العلامة التجارية حظيت بالنجاح على مر السنين فقد تم إغلاقها في عام 2018، على ما يبدو بسبب تضارب هذه المهنة مع منصبها في البيت الأبيض، كما أنها استندت إلى دراستها لفتح مجموعة من الشركات، لتحقيق أرباح شخصية كبيرة.
يشار إلى أن أشلي بايدن متزوجة منذ ثماني سنوات بهوارد كيرين، وهو جراح تجميل، كان أخوها غير الشقيق “بو” قد عرفها به لأول مرة.
شاركت بنشاط في حملة والدها الرئاسية
خلال الفترة الأخيرة، شاركت أشلي بنشاطٍ في حملة والدها الرئاسية، وتحدثت في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي لعام 2020، ونظّمت فاعلية للنساء بولاية ويسكونسن.
كما تحدثت عائلتها عن كيف أنها، بعد الفاجعة التي خلفتها وفاة أخيها “بو” بسرطان الدماغ في عام 2015، التزمت بمواصلة عمله، لاسيما في مجال إصلاح العدالة الجنائية.
فيما قالت صحيفة The Telegraph البريطانية، إنه حتى الآن لم يصدر سوى قليل من البوادر عن دورٍ لأشلي في إدارة والدها، إلا أن أصدقاء لها أشاروا إلى أن مهمتها في العمل السياسي والاجتماعي ستستمر.
جدير بالذكر أن إيفانكا ترامب حصلت على مقعد في البيت الأبيض كمستشار لوالدها بمجرد أن تولى منصبه. ورغم أن هذه الوظيفة لم تكن مدفوعة الأجر، فإن المنصب كان قوياً ومنحها دوراً وقرارات مهمة للإشراف عليها.